مياه الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

جودة المياه في تونس

تلوث المياه في تونس
الصورة 1: قوارير بلاستيكية في الماء. (المصدر: Youssr Youssef, Flickr)

جودة المياه السطحية

تختلف جودة المياه السطحية في جميع أنحاء تونس، حيث تبلغ ملوحة أفضلها جودة أقل من 1,5 غرام لكل لتر وتمثل 72% من إمكانات المياه السطحية، وإلى ما بين 1,5 و3 غرام لكل لتر، وهو ما يمثل 22% من إمكانات المياه السطحية. أما نسبة الـ6% المتبقية من احتياطي المياه السطحية فهي الأقل جودة، مع نسبة ملوحة أعلى من 3 غرام لكل لتر. [1]

الجدول (1): ملوحة موارد المياه السطحية والجوفية بالنسبة إلى إجمالي موارد المياه المحتملة (مليون متر مكعب).[2]

الملوحة< 1,5 غرم لكل لتر> 1,5 إلى < 3 غرام لكل لتر> 3 غرام لكل لترالإجمالي (مليون متر مكعب)
المياه السطحية1,944 (72%)594 (22%)162 (6%)2,700
المياه الجوفية - طبقات المياه الجوفية الضحلة58 (8%)230 (32%)431 (60%)719
المياه الجوفية - طبقات المياه الجوفية العميقة283 (20%)808 (57%)326 (23%)1,417

جودة المياه الجوفية

قد تم تحديد أن ملوحة المياه الجوفية هي إحدى المساهمين الرئيسيين في تدهور الموارد المائية في تونس، ومن المتوقع أن يتفاقم هذا بسبب الاستخدام المكثف والاستغلال المفرط للمياه الجوفية الضحلة والعميقة. [3]

وتتجاوز ملوحة العديد من طبقات المياه الجوفية الضحلة، والتي تشكل 60% من إجمالي موارد المياه الجوفية، الـ3 غرام/ لتر. كما تتراوح ملوحة حوالي ثلث (32%) طبقات المياه الجوفية الضحلة ما بين 1,5 إلى 3 غرام/ لتر. وبالتالي، فإن 8% فقط من الموارد ذات نوعية جيدة بملوحة أقل من 1,5 غرام/ لتر. وفيما يتعلق بطبقات المياه الجوفية العميقة، فإن ما نسبته حوالي 57% تتراوح ملوحتها بين 1,5 إلى 3 غرام/لتر، في حين أن 23% نسبة ملوحتها أعلى من 3 غرام/ لتر، وحوالي 20% تبلغ ملوحتها أقل من 1,5 غرام / لتر.

وتتم مراقبة جودة المياه الجوفية مرتين في السنة من قبل الإدارة العامة للموارد المائية بأكثر من 1214 نقطة: 736 بئراً في طبقات المياه الجوفية الضحلة و 478 بئراً في طبقات المياه الجوفية العميقة.[4]

treatment plants tunisia
الخريطة (1): خريطة توضح محطات المعالجة في تونس. @Fanack

شبكة الصرف الصحي ومعالجة مياه الصرف الصحي

على مدار العقدين الماضيين، قد بذلت الحكومة التونسية جهوداً كبيرة لبناء مرافق الصرف الصحي. ومع ذلك، فلا تزال الجودة الشاملة للموارد المائية معرضة للخطر ويمكن أن تتأثر سلباً بالتوسع الصناعي والمنزلي والري. وتبلغ نسبة تغطية شبكة الصرف الصحي 85% لجميع السكان مقابل 96% في المناطق الحضرية و65% في المناطق الريفية. ويرتبط أقل من 60% من الصناعات الملوثة بشبكة الصرف الصحي، وهي تلك التي لا تلبي عموماً معايير المياه التونسية قبل تصريف مياهها العادمة في شبكة الصرف الصحي. [5] وتتسبب الصناعات المتبقية بعبء كبيرٍ من التلوث عن طريق تصريف النفايات السائلة غير المعالجة في المسطحات المائية المستقبِلة الطبيعية، مما يشكل مخاطر صحية كبيرة وتهديداتٍ بتلوث موارد المياه في مجاري الأنهار والمياه الجوفية والبيئات المائية.[6] كما أن حوالي 33% من محطات معالجة مياه الصرف الصحي تعمل فوق طاقتها وغير قادرة على تلبية مستويات وقدرات المعالجة المطلوبة.[7]

المخاطر البيئية والصحية

تأتي المخاطر البيئية والصحية الرئيسية من رداءة نوعية مياه الصرف الصحي المعالجة. وفي عام 2013، كان فقط لدى أربعة محطات لمعالجة مياه الصرف مخلّفات سائلة تمتثل لجميع عتبات معايير جودة المياه التي ينظمها المعيار الوطني لإعادة الاستخدام [NT 106.03 (1989) ]، و كانت 80% من محطات معالجة مياه الصرف الصحي لديها معياران أو أكثر يتجاوزان الحد الأقصى لأدنى قيمة.

ويتم تسجيل الإصابة بالأوبئة في بعض الأحيان، والناجمة بشكلٍ رئيسي عن استهلاك المياه الملوثة بالعوامل المسببة للأمراض.[8] [9]

ونظراً لتزايد ندرة المياه، تتعرض النظم الإيكولوجية الساحلية والبحرية للتهديد بشكلٍ متزايد من خلال مزيج من التلوث المنتشر الناجم عن التصريف الزراعي وتصريف المياه العادمة بشكلٍ غير ملائم. ويرجع ذلك أساساً إلى الطاقة الإنتاجية الفائضة في العديد من المحطات الحالية، وعدم كفاءة نظم المعالجة والتخلص من الفضلات.

الشكل 1: تطور عمليات سحب المياه الجوفية بين عامي 2006 و 2016. [12]

وبالإضافة إلى ذلك، فقد كان للاستغلال المفرط لموارد المياه الجوفية تأثيرٌ سلبي على البيئة المحيطة من حيث انخفاض كمية المياه الجوفية وجودتها، وتسرّب مياه البحر في طبقات المياه الجوفية. فقد ارتفع مؤشر الموارد المائية القابلة للاستغلال، والذي يقيس عمليات سحب موارد المياه العذبة التقليدية (المياه السطحية والجوفية) بالنسبة إلى إجمالي الموارد المتجددة، من 14% في عام 2014 إلى 19% في عام 2015 و33% في عام 2016. [10] كما أن حوالي 47% من هذه الموارد تعتبر غير قابلة للتجديد. [11]

الشكل 2: مؤشر استغلال المياه بين عامي 2006 و 2016. [13]

[1] Ministère de l’Environnement et du Développement Durable, n.d. Gestion Durable des Ressources en Eau.
[2] Mamou A, 1993. Principal Outline of National Planning, Environmental Limits 1996.
[3] Earthwise, n.d. Hydrogeology of Tunisia.
[4] Ibid
[5] Hamdy Nour M et al., 2014. Tunisia Water Sector M&E Rapid Assessment Report.
[6] Mediterranean Environmental Technical Assistance Program, n.d. Water Quality Management.
[7] ITES, 2014. Etude Stratégique: Système Hydraulique de la Tunisie à l’Horizon 2030.
[8] Hamed Y et al., 2018. Climate impact on surface and groundwater in North Africa: a global synthesis of findings and recommendations. Euro-Mediterranean Journal for Environmental Integration 3:25.
[9] Hamdy Nour M et al., 2014. Tunisia Water Sector M&E Rapid Assessment Report.
[10] Ministry of Agriculture, Water Resources and Fisheries, 2017. Rapport National du Secteur de l’Eau.
[11] Ibid.
[12] Ibid.
[13] Ibid.