مياه الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

ملف السودان للمياه

المياه في السودان
الصورة (1): أهرام موري ، السودان ( المصدر:Valerian Guillot, Flickr ).

المساهمون:

الكاتب: عاصم المغربي، أستاذ فخري في علم البيئة في جامعة الخرطوم بالسودان. وهو عضو في الأكاديمية الوطنية السودانية للعلوم وعضو مؤسس للجمعية السودانية لحفظ البيئة.

المراجع: الأستاذ التيجاني عبد الجليل ،أستاذ مشارك في إدارة الموارد المائية. وهو يعمل في معهد إدارة المياه في جامعة الجزيرة كباحث والآن هو عميد المعهد. ويعمل أيضا كخبير في مجال الموارد المائية الزراعية.

يُصنف السودان، على الرغم من موارده المائية الوفيرة والمتنوعة، ضمن البلدان التي تعاني من الإجهاد المائي. علاوةً على ذلك، يعدّ عدم انتظام الهطول المطري والفيضانات وتراكم الطمي وتآكل ضفاف الأنهار والتلوث من معوقات تنمية الموارد المائية، أضف إلى ذلك قضايا الحوكمة، مثل ضعف المؤسسات وعدم كفاية إنفاذ القوانين، والموارد المائية العابرة للحدود، وتغير المناخ مما يسبب المزيد من التحديات لاستدامة الموارد المائية.

الجغرافيا والمناخ

يُعتبر السودان، الذي تبلغ مساحته 1,8 مليون كيلومتر مربع، ثالث أكبر دولةٍ في إفريقيا. وبشكلٍ عام، تتألف البلاد من السهول المنبسطة، مع القليل من النتوءات الجبلية مثل جبل مرة في الغرب، وتلال البحر الأحمر في الشرق، وجبال الإنقسنا وجبال النوبة في الوسط. يبلغ طول ساحل السودان 853 كيلومتراً،[1] ويشترك في الحدود مع سبع دول، بما فيها مصر من الشمال، وليبيا من الشمال الشرقي، وتشاد من الغرب، وجمهورية إفريقيا الوسطى إلى الجنوب الغربي، وجنوب السودان من الجنوب، وإثيوبيا إلى الجنوب الشرقي، وإريتريا من الشرق (الخريطة 1). يحدّ السودان سبعة بلدان ولها خط ساحلي يبلغ طوله 750 كم (الخريطة 1). المناخ استوائي، مع تغيرات يومية وموسمية كبيرة في درجات الحرارة.

خريطة السودان
الخريطة (1): خريطة السودان. @Fanack water

تتراوح المناطق المناخية بين الصحراء القاحلة في الشمال إلى شبه القاحلة في أقصى الجنوب، والتي تتأثر بالرياح الموسمية. يزداد متوسط هطول الأمطار السنوي من الشمال إلى الجنوب، حيث يتراوح ما بين صفر ملم تقريباً في الشمال إلى أكثر من 800 ملم في منطقة السافانا المغطاة بالحشائش الكثيفة في الجنوب، والتي تتراوح مدتها ما بين بضعة أيام إلى أربعة أشهر (الخريطة 2). كما انخفض متوسط هطول الأمطار السنوي من حوالي 425 ملم عام 1941 إلى حوالي 360 ملم عام 2000. [2] وتتراوح درجة الحرارة القصوى في الصيف ما بين 37 درجة مئوية إلى 44 درجة مئوية، وما بين 18 درجة مئوية و21 درجة مئوية في أبرد الأشهر. وخلال الفترة 1960-2009، كان متوسط درجة الحرارة يزداد باطراد بين 0,2 درجة مئوية و0,4 درجة مئوية كل عقد، ونتيجةً لذلك، زادت معدلات التبخر وفرص حدوث الجفاف [3]. ينقطع النمط المناخي بنظام هطول الأمطار في فصل الشتاء على طول ساحل البحر الأحمر وفي مرتفعاته.

المناخ في السودان
الخريطة (2): المناطق المناخية في السودان. @Fanack water

السكان

بلغ عدد سكان السودان، في عام 2019، حوالي 43 مليون نسمة بمعدل نمو 2,39% [4]. يوضح الشكلان (1) و(2) معدل النمو السكاني بين عامي 1960 و2019.

أعداد الشباب في السودان مرتفعة جداً، إذ يبلغ ما نسبته 62% من السكان 25 عاماً أو أقل [7]. قُدّر معدل النمو السكاني السنوي في بـ2,39% في عام [8] 2019، ويعيش نحو 34,9% من السكان في المراكز الحضرية مع نمو سكاني حضري سنوي وصل إلى 3,2% في عام 2019. [9] فليس التوزيع الجغرافي للسكان غير متوازنٍ إلى حدٍ كبيرٍ فحسب، بل ازدادت أيضاً الكثافة السكانية من 13 شخص/ كم2 عام 1994 إلى متوسط وطني يبلغ 16 شخص/ كم2 في عام 2008، مع تركيزاتٍ أعلى في المدن الرئيسية. وتبلغ الكثافة السكانية في الخرطوم 238 شخص/ كم2، و153 شخص/ كم2 في ولاية الجزيرة وعلى طول السهول الفيضية الخصبة على نهر النيل. [10] تخلق جميع هذه العوامل عبئاً اجتماعياً- اقتصادياً حرجاً في هذه الولايات.

وقُدرت نسبة السكان الذين يحصلون على مياه شرب آمنة بما نسبته 51% عام 2008، مقارنةً بما نسبته 75% من سكان الحضر الذين يحصلون على خدمات الصرف الصحي.

الشكل (1): سكان السودان (1960-2019).[5]

الشكل (2): معدل النمو السكاني في السودان (1970-2019).[6]

الاقتصاد

السودان بلد منخفض الدخل حيث بلغ الناتج المحلي الإجمالي 30.5 مليار دولار أمريكي في عام 2019 [11]، وقد انخفض نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي منذ خلافة جنوب السودان الغنية بالنفط وبلغ 816.54 دولارًا أمريكيًا في عام 2018.[12] يتجه الاقتصاد السوداني بشكل كبير نحو الزراعة والبدو. يبلغ متوسط ​​مساهمة القطاعات الاقتصادية المختلفة في الناتج المحلي الإجمالي ، باستثناء البترول ، على النحو التالي: الزراعة بما في ذلك الغابات وتربية الحيوانات وصيد الأسماك حوالي 39٪.[13] التجارة والتمويل والخدمات 36٪ ؛ الصناعة والتعدين حوالي 11٪ ؛ النقل والمواصلات 6٪؛ والبناء حوالي 6٪. تعتبر الكتلة الحيوية (خشب الوقود والفحم ومخلفات المحاصيل) المصدر الرئيسي للطاقة ، خاصة في المناطق الريفية حيث يستغل السكان الغطاء الشجري بشكل مفرط. المساهمة الاقتصادية لقطاعي الكهرباء والمياه لا تذكر. فقد قطاع النفط أهميته منذ انفصال جنوب السودان بسبب الصراع وعدم الاستقرار. ومع ذلك ، اكتسب تعدين الذهب الحرفي والتجاري أهمية كبديل للدخل المفقود من عائدات النفط.

[1] Food and Agriculture Organization, 2019. Fishery and Aquaculture Country Profiles: Sudan. Available at http://www.fao.org/fishery/facp/SDN/en#CountrySector-Statistics
[2] HCENR, 2007. National Adaptation Programme of Action – Republic of the Sudan. Ministry of Environment and Physical Development Higher Council for Environment and Natural Resources.
[3] The World Bank. Climate Change Knowledge Portal. Available at https://climateknowledgeportal.worldbank.org/country/sudan/climate-data-historical
[4] The World Bank Data. Available at https://data.worldbank.org/country/sudan
[5] Ibid
[6] Ibid
[7] CBS, 2013. Central Bureau of Statistics Annual and UNFPA Fact Sheet on Population Dynamics of Sudan.
[8] The World Bank Data. Available at https://data.worldbank.org/country/sudan
[9] Ibid.
[10] CBS, 2013. Central Bureau of Statistics Annual and UNFPA Fact Sheet on Population Dynamics of Sudan.
[11] The World Bank Data. Available at https://data.worldbank.org/country/sudan
[12] United Nations Environment Programme, 2020. Sudan: First State of Environment and Outlook Report 2020. Available at https://www.unep.org/resources/report/sudan-first-state-environment-outlook-report-2020
[13] Ibid

إقرأ المزيد