مياه الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

ملف اليمن للمياه

Sanaa
الصورة 1: صنعاء، عاصمة اليمن. (المصدر: Rod Waddington, Flickr)

مؤلف مشارك: الدكتور عبد الله نعمان، أستاذ في قسم الهندسة المدنية ومركز المياه والبيئة (WEC) في جامعة صنعاء. د. نعمان عضو في الرابطة الدولية للعلوم الهيدرولوجية (IAHS) وجمعية علوم وتقنية المياه بدول مجلس التعاون (WSTA).

مؤلف مشارك: الدكتور فضل علي النزيلي، أستاذ في قسم الهندسة المدنية- كلية الهندسة، بجامعة صنعاء في اليمن. وهو نائب مدير مركز المياه والبيئة بجامعة صنعاء وعضو جمعية علوم وتقنية المياه بدول مجلس التعاون.

الزميل المراجع: الدكتور محمد حزام المشرقي، أستاذ مشارك في مركز بحوث الموارد الطبيعية المتجددة في الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي في اليمن. كما أنه منسق وطني للشراكة العالمية من أجل التربة (GSP) وكذلك نظير وطني لمشاريع إدارة التربة والمياه التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية. د. المشرقي أيضاً زميل مراجع لبعض المجلات الوطنية والدولية، وهو عضو في الجمعيات العلمية الوطنية والإقليمية للأراضي والمياه وحصل على عدد من الجوائز لمساهماته في ميادين التحقيق.

مُقدمة المياه في اليمن

تقع الجمهورية اليمنية في منطقة جافة وشبه قاحلة في شبه الجزيرة العربية، وتواجه أزمة مياه حادة. تعاني البلاد من ندرة المياه المادية بسبب هطول الأمطار المحدود وموقعها الجغرافي مع عدم وجود أنهار دولية مشتركة. ومع ذلك، فإن هذه الندرة تتعدى توافر المياه مادياً؛ إذ يعاني اليمن أيضاً ندرة مياه اقتصادية. [1] وحالياً، اليمن هو سابع أكثر دولة شحاً في المياه عالمياً، حيث نصيب الفرد من موارد المياه المتجددة حوالي 80 متر مكعب مكعب فقط.[2]

تشير التقديرات إلى أن كمية المياه اللازمة خلال العقد المقبل لتلبية الطلب المتزايد ستبلغ حوالي 4,5 مليار متر مكعب. وإن العجز في المياه عام 2000 قد كان 700 مليون متر مكعب، وارتفع إلى 900 مليون متر مكعب في عام 2010، ومن المتوقع أن يصل إلى 2500 مليون متر مكعب في عام 2025. إن معظم المياه تأتي من مصادر المياه الجوفية – الينابيع والآبار وآبار السبر – وقد أدى هذا إلى استنفاد المياه الجوفية بشكل خطير لأن عمليات السحب تفوق بكثير معدلات إعادة التغذية السنوية.[3]

خريطة اليمن
الخريطة 1: خريطة اليمن. @Fanack Water

 

الجغرافيا والمناخ

يقع اليمن في الركن الجنوبي الغربي من شبه الجزيرة العربية. تنقسم البلاد إدارياً إلى 21 محافظة، وتبلغ مساحتها الإجمالية حوالي 445,500 كيلومتر مربع والتي تتألف إلى حدٍ كبير من الجبال والصحاري. ومن الناحية البيئية، يمكن تقسيم اليمن إلى أربع مناطق بيئية زراعية رئيسية: السهول الساحلية والجبال والهضبة الشرقية والجزر. هناك العديد من الجزر، وأكبرها جزيرة سقطرى في بحر العرب وكمران في البحر الأحمر (الخريطة 1 والجدول 1).[4]

يتمتع اليمن بشكلٍ عام بمناخ جاف إلى شبه جاف، حيث تتساقط الأمطار في فصلي الربيع والصيف مع ارتفاع درجات الحرارة على مدار العام في المناطق منخفضة الارتفاع. يرجع هذا في المقام الأول نتيجة لخط العرض الذي توجد فيه البلاد. يسبب هذا إشعاعاً شمسياً شديداً ويجعل المنطقة خلال فصلي الربيع والصيف تحت تأثير منطقة التقارب المدارية، وهي حزام من الرياح التجارية المتقاربة والهواء الصاعد الذي يحيط بالأرض بالقرب من خط الاستواء. يتراوح الهطول المطري في المرتفعات الجنوبية ما بين 520-760 ملليمتر (ملم) سنوياً، بينما يتجاوز الهطول المطري في المرتفعات الجنوبية الغربية، وأبرزها مدينة إب، الـ1500 ملم من الأمطار كل عام. [5]

المناطق البيئية في اليمن
الخريطة 2: المناطق البيئية في اليمن. @Fanack water

من حيث الجفاف، تمثل النسبة بين متوسط هطول الأمطار السنوي والتبخر المرجعي السنوي من حيث المبدأ خمس مناطق مختلفة (الخريطة 2). يختلف المناخ في المناطق شديدة الجفاف (الصحاري، ومعظم الهضاب، وأجزاء من السهول الساحلية) والمناطق شبه الرطبة (المناطق الأكثر رطوبة المتناثرة على المنحدرات الغربية والجنوبية للجبال)، مع وجود مناطق رطبة صغيرة في محافظة إب. [6]

الجدول (1): التقسيمات الفيزيوغرافية في اليمن. [7]

الأقاليمالمناطق
السهول الساحلية1) تهامة 2) سهول توبان – أبين 3) سهوب أحور- ميفع 4) السهول الساحلية الشرقية
الجبال1) المنحدرات الغربية 2) المنحدرات الجنوبية 3) المنحدرات الشرقية 4) منطقة السهول الجبلية
الهضبة الشرقية1) الهضبة الشرقية الشمالية 2) الهضبة الشرقية الجنوبية 3) وادي حضرموت 4) حوض الغيضة
الصحاري1) رملة السبعتين 2) الربع الخالي
الجزر1) سقطرى- كمران 2) الجزر الصغيرة الأخرى
الأمطار في اليمن
الخريطة 3: هطول الأمطار والمناطق المناخية في اليمن.@Fanack Water

السكان

يمتلك اليمن واحداً من أعلى معدلات النمو السكاني في العالم، إذ بلغ ذلك حوالي 1,4% في عام 1960، وارتفع إلى 4,5% في أوائل التسعينيات، وانخفض إلى 2,5% سنوياً بحلول عام 2016. [8] في عام 1990، بلغ عدد السكان 12,3 مليون نسمة، بينما يبلغ عدد السكان الحاليين 29,3 مليون نسمة، بمعدل نمو قدره 2,3%. ينمو عدد السكان بشكل أسرع في المدن؛ وبالتالي، يتناقص توافر المياه بسرعة أكبر في المدن. يوضح الشكل (1) الكثافة السكانية في جميع أنحاء البلاد والنمو السكاني المتوقع خلال العقود القليلة القادمة. من الواضح أن غالبية السكان تتجمع في مدن مثل العاصمة صنعاء وعدن وتعز. ويمكن أيضاً الملاحظة أن معدل النمو السكاني الحالي البالغ 2,3% من المتوقع أن ينخفض إلى 2% بحلول عام 2025، وإلى 1% بحلول عام 2050.[9]

الاقتصاد

تُشير خطة العمل الخاصة باليمن لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة للفترة 2018-2020 إلى أن اليمن كان من بين أفقر البلدان في العالم منذ عقود [10]. ويعاني اليوم من أسوأ حالة طوارئ إنسانية في العالم، فقد أدى عدم الاستقرار والعنف والقيود المفروضة على الاستيراد/ التصدير منذ اندلاع الحرب في عام 2015 إلى تدمير الاقتصاد. وقد انخفض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 41% منذ مارس 2015 – أي ما يعادل خسارة قدرها 32 مليار دولار (أو ما يعادل 1,180 دولار للفرد). ومنذ عام 2015، فقدت العملة 80% من قيمتها – منها ما نسبته 28% في عام 2017 وحده. قدرت الخسائر في البنية التحتية بحوالي 19 مليار دولار، مما أدى إلى تعطل الخدمات بشكل كبير في جميع القطاعات.

وقبل اندلاع الصراع، ساهمت الزراعة وصيد الأسماك بما نسبته 18-27% من الناتج المحلي الإجمالي، و25-30% من الاحتياجات الغذائية السنوية، فضلاً عن توظيفها أكثر من 50% من القوى العاملة. تتراجع هذه النسب المئوية اليوم وذلك لأن قطاع الزراعة واحد من أكثر القطاعات تضرراً من الحرب، وقد تعرض الإنتاج المحلي للغذاء للخطر الشديد.[11]

[1] Al-Mashreki M, 2013. Status of land tenure, land management and land use planning in Yemen. Land Management and Land Use Planning in Yemen (Part II). FAO, Regional Office for the Near East, Cairo, Egypt.
[2] National Organization for Defending Rights and Freedoms, 2011. Alternative Report Submitted to the Committee on Economic, Social and Cultural Rights in the Context of the Review of the Second Periodic Report of Yemen
[3] Ali W and al-Kadasi F, 2011. Change: Policy Implications – The Case of NWSSIP II. A Policy Note. National Sector Strategy and Climate Change. UNDP Publications.
[4] AI-Mashreki M et al., 2012. Combating Land Degradation in Yemen. A National Report. Working Papers 253876, International Center for Agricultural Research in the Dry Areas (ICARDA).
[5] Ministry of Water and Environment, 2010. Baseline Survey for Future Impact Evaluation. Sanaa Basin Water Management Project. MWE: 107.
[6] Ministry of Water and Environment, 2010. Baseline Survey for Future Impact Evaluation. Sanaa Basin Water Management Project. MWE: 107.
[7] AI-Mashreki M et al., 2012. Combating Land Degradation in Yemen. A National Report. Working Papers 253876, International Center for Agricultural Research in the Dry Areas (ICARDA).
[8] FAO, 2018. Yemen Plan of Action 2018-2020.
[9] The World Bank, 2017. Yemen population growth (annual %).
[10] FAO, 2018. Yemen Plan of Action 2018-2020.
[11] FAO, 2019. Yemen Famine Prevention Plan. January-June 2019.