السدود وأنظمة الري ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي وحقول الآبار الكبيرة
قد بذلت الحكومة التونسية جهوداً كبيرة منذ الاستقلال في عام 1956 لتعبئة موارد المياه من خلال بناء السدود الكبيرة والصغيرة، والخزانات، وخطوط أنابيب النقل، والحواجز النهرية، ومحطات معالجة مياه الشرب، ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي ومحطات تحلية المياه، وشبكات الصرف الصحي وما إلى ذلك، من خلال وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، إلى حد أن البُنية التحتية للمياه باتت تغطي البلاد بأكملها تقريباً.
في عام 2017، كان هناك 37 سداً (إجمالي سعة 2,5 كيلومتر مكعب)، و 230 سد تلي و950 بحيرة جبلية، و 138,000 بئر مياه قيد التشغيل. [1] يتم بناء معظم السدود في الحوض الشمالي. وفي عام 2015، قد بلغت كمية المياه المعبأة 4,4 كيلومتر مكعب أو ما نسبته 92% من الموارد المحتملة، والتي تشكل 81% من موارد المياه السطحية و93% من موارد المياه الجوفية.
قد تم إدخال الري الحديث بعد عام 1958 مع إنشاء بنية تحتية لتخزين المياه وشبكة قنوات للمحيط المروي في الجزء السفلي من وادي مجردة (30000 هكتار). وقبل الستينيات، كانت المساحة المروية تبلغ 60,000 هكتار، وبحلول عام 2012، قد ازدادت المساحة إلى 420,000 هكتار، وهو ما يمثل 8% من إجمالي المساحة المزروعة. ويرجع هذا التوسع إلى التقدم التكنولوجي في معدات الضخ وخطوط أنابيب التوزيع وتقنيات الري الأكثر اقتصاداً. [2]
نظم جمع وتوزيع المياه التقليدية
كانت تتم ممارسة جمع المياه التقليدية في جميع أنحاء البلاد من قِبل البربر والقرطاجيين والرومان (قناة زغوان ومعبد المياه) حتى العصر الإسلامي (فسقيات الأغالبة) وصولاً إلى هياكل تجميع المياه المعاصرة وتخزينها (المسقاة، والجسور، والسدود الكبيرة والتلية، وحفظ التربة والمياه وغيرها). [3] تصنف هياكل حصاد مياه الأمطار التقليدية إلى ثلاث مجموعات رئيسية: (1) نظام المسقاة، المستخدم في تجميع مياه الجريان السطحي في المنطقة الوسطى (الساحل)، [4] [5] ونظام الجسور، المستخدم بشكلٍ رئيسي في الوديان في الجنوب لحصاد المياه عن طريق منع التدفق باستخدام الحجارة؛ (2) والمغود، والذي يتكون من نظام مستجمع للمياه عند منحدر التل لجمع مياه الفيضانات وتوزيعها أو الري بالغمر باستخدام التحويل. يُطلق على نظام حصاد المياه ذي المنحدر الطويل الطوابي، في حين يطلق على الحصاد من مستجمعات المياه الخارجية الصغيرة اسم المغود؛ و(3) في حين أن حوض الماء المسمى فسقية أو الماجل، يستخدم في جميع أنحاء تونس لتوفير مياه الشرب للناس والحيوانات وكذلك المياه لأغراض الري الصغيرة من خلال جمع وتخزين مياه الجريان السطحي في خزانات ذات سِعات مختلفة.
المشاريع المخطط لها
تهدف المشاريع الرئيسية المخطط لها إلى تلبية الاحتياجات الحالية والمتوقعة لإدارة المياه في تونس. والمشاريع الجارية والمخطط لها تشمل:
– بناء سدود جديدة: في عام 2017، تم بناء سدين في منطقتي الكاف وقفصة بسعة 21 مليون متر مكعب و25 مليون متر مكعب على التوالي. وهناك ثلاثة سدود أخرى قيد الإنشاء في الكاف وبنزرت والقلعة الكبرى.
– مشاريع الربط بين السدود و نقل المياه التي توشك على الانتهاء: أعمال نقل المياه من أربعة سدود (المالح، الطين، قمقوم، والحركة) إلى أنظمة النقل في سيدي البراق، وسجنان، وجومين ومجردة. وهناك مشروعان آخران يتم العمل عليهما لربط سديّ الهوارب وسيدي سعد، بينما البعض الآخر في مرحلة دراسة الجدوى لنقل فائض المياه من الشمال إلى المنطقة الوسطى.
– حماية المدن من الفيضانات وغيرها من أنواع الطوفان: يجري تنفيذ 24 مشروعاً، والتي بدأ العمل عليها بين عامي 2014 و2017، وهناك 13 مشروعاً قيد الدراسة. ويمكن الاطلاع على القائمة الكاملة لهذه المشاريع في [6].
– مشاريع الحفاظ على المياه والتربة: يوجد 34 بحيرة جبلية مخطط لها، بما في ذلك سبع بحيرات جاري العمل على إنشائها و16 في مرحلة الدراسة.
– إعادة تأهيل وتحديث المناطق المروية: تم اختيار مشروعين رئيسيين في عام 2017 لضمان إدارة أفضل للموارد المائية وتحسين كفاءة شبكات خطوط الأنابيب، ألا وهي مشروع تكثيف الري في المحافظات الشمالية الغربية وتثمين المحيطات المروية العامة في المنطقة الوسطى.
– تأمين مياه الشرب خلال أشهر الصيف، بما في ذلك محطة لمعالجة المياه في سد لبنة (قيد التنفيذ)، وتحسين موارد المياه في جنوب القيروان ومزيد من العمل والدراسات لخمس محطات لتحلية مياه البحر في جربة وسوسة والزارات وصفاقس وقرقنة. وقد تم التخطيط لعدة برامج لتحسين إمدادات مياه الشرب في المناطق الريفية.
– تنفيذ تدابير التحكم في الطاقة للفترة 2021-2025: بناء مشروع الطاقة الضوئية بطاقة 10 ميجاوات و3 ميجاوات إضافية في محطات التحلية في صفاقس وتوزر.
[1] Ministry of Agriculture, Water Resources and Fisheries, 2017. Rapport National du Secteur de l’Eau
[2] ITES, 2014. Etude Stratégique: Système Hydraulique de la Tunisie à l’Horizon 2030.
[3] Oweis T et al., 2004. Indigenous Water Harvesting in West Asia and North Africa.
ICARDA, Aleppo, Syria.
[4] Nasri S et al., 2004. Hydrological processes in macrocatchment water harvesting in the arid region of Tunisia: the traditional system of tabias. Hydrological Sciences Journal 49(2).
[5] Ministry of Agriculture, Water Resources and Fisheries, 2017. Rapport National du Secteur de l’Eau.