مجاري المياه العابرة لحدود إسرائيل وفلسطين
ثمة 15 مجرى مائياً في إسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة يعبرون الخط الأخضر بين إسرائيل وفلسطين، منها 12 مجرى كبيراً تتدفق طوال العام باتجاه الغرب حتى تصب في البحر الأبيض المتوسط. فضلاً عن ثلاثة تتدفق شرقاً وتصبّ في البحر الميت ونهر الأردن. وجميعها تنبع من مستجمعات مائية تقع في مناطق تحت إدارة السلطة الفلسطينية أو أراض خارج السيطرة الإسرائيلية، ثم تتدفق إلى إسرائيل.[1] وبعض هذه المجاري المائية تعد عالية التلوث، ما يمثّل خطراً على صحة المستهلكين والنباتات والحيوانات، ويجعل المياه غير صالحة للاستهلاك العادي أو الترفيهي.
وفي السنوات الماضية، قد اتضحت الفائدة الاقتصادية والاجتماعية لهذه المجاري المائية للنظام البيئي والترفيه والمرافق الحضرية. وبفضل تمويل الحكومة الإسرائيلية الكبير، فقد تحسنت جودة المياه بعد الاستصلاح، ورجعت أصناف من الحيوانات بعد اختفائها. فعلى سبيل المثال، قد مولت وزارة حماية البيئة مشروعات أسمتها “المياه من أجل الطبيعة” وسعت إلى صيانة المجاري الطبيعية واستصلاحها مثل مجريّ عين أفيك وعين زهاف. وقد اقتُرح تنفيذ مزيد من عمليات تنقية المجاري المائية العابرة للحدود باعتبارها فرصة للتعاون بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
المياه في اتفاقيات السلام مع الأردن وفلسطين
قد وقعت إسرائيل عام 1994 معاهدة سلام مع الأردن، وكانت المياه جزءاً أساسياً منها. وبموجبها فقد التزمت إسرائيل منذ 1996 ببيع نحو 55 مليون متر مكعب من المياه سنوياً إلى الأردن.
وبموجب الاتفاقيات الموقعة بينهما، تبيع إسرائيل للسلطة الفلسطينية ما لا يقل عن 30 مليون متر مكعب من المياه سنوياً مقابل رسوم أعلى منذ عام 1996. وقد ازدادت كمية المياه التي تنقلها إسرائيل عاماً بعد عام، وأحد أسباب ذلك نمو السكان الفلسطينيين. وبلغت الزيادة ذروتها عام 2020 بواقع 75 مليون متر مكعب للضفة الغربية و18 مليون متر مكعب لقطاع غزة. ومع ذلك، فما يزال سوق المياه الفلسطيني يعاني النقص ولا تصل المياه إلى بعض مناطق الضفة الغربية إلا بكميات ضئيلة. وتسعى السلطة الفلسطينية إلى التحكم في موارد المياه الطبيعية في الضفة الغربية. لكن هذا يتطلب اتفاقية جديدة بينها وبين إسرائيل تحلّ النزاعات على حصص المياه.
[1] Ministry of Environmental Protection, 2017. State comptroller report.