مياه الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

الموارد المائية في عُمان

الموارد المائية في عُمان

الصورة 1: مسندم، عُمان (المصدر: Makalu, Pixabay).

المياه السطحية

تساهم المياه السطحية، التي يقدر حجمها الإجمالي بـ102 مليون متر مكعب، بنسبة 6% من إجمالي المياه التقليدية وتقتصر على تخزين السدود للمياه السطحية. أظهر بناء سد وادي ضيقة أن بناء السدود على طول الأودية دائمة الجريان وشبه الدائمة قد يوفر مصدراً إضافياً للمياه. تصل السعة التخزينية لسد وادي ضيقة إلى 100 مليون متر مكعب.

الموارد المائية في عُمان

الصورة 2: سد وادي ضيقة. (المصدر: Black & Veatch, Flickr)

نظام الأفلاج

الأفلاج (مفردها فلج)، هي أنظمة قنوات مائية تصل إلى المياه الجوفية عن طريق تدفق الجاذبية من ممرات تحت الأرض أو الينابيع السطحية الموجودة على المنحدرات الجبلية المجاورة. يوجد أكثر من 3 آلاف فلج في عُمان، بمتوسط إمداد مائي يبلغ 552 مليون متر مكعب/ سنوياً وفقدان للمياه يبلغ 128 مليون متر مكعب سنوياً بسبب تسرّب المياه في القنوات الرئيسية. يوجد ثلاثة أنواع من أنظمة الأفلاج في عُمان: الأفلاج العينية، والأفلاج الداوودية، والأفلاج الغيلية، حيث تستخدم الأفلاج العينية والداوودية المياه الجوفية. [1] تحصر الأفلاج الغيلية المياه السطحية من تدفقات الأودية وتوجهها نحو المناطق المرغوبة. تعتمد هذه الأفلاج على المياه السطحية وتنشط فقط في الفترات الرطبة. تحصر الأفلاج العينية تدفقات الينابيع الطبيعية، وهي تنشأ أساساً من سطح الترسب الطبقي، وتصدع وتفتت صخور الكربونات أو الأوفيوليت. وتحصر الأفلاج الداودية تدفقات المياه الجوفية الرئيسية عن طريق قنوات يتم حفرها أفقياً على طول منحدر القمم الطبوغرافية للوصول إلى منسوب المياه الجوفية.

الموارد المائية في عُمان

الصورة 3: أحد الأفلاج الذي يحمل المياه في وادي قري في عُمان. (المصدر: PParmee, Flickr)

الموارد المائية في عُمان

الصورة 4: نظام أفلاج تقليدي في وادي تنوف، عُمان. (المصدر: Anatoly Chernyshev, Flickr)

المياه الجوفية

تتحكم الجيولوجيا (أو طبيعة طبقات الأرض) إلى حدٍ كبير بظهور المياه الجوفية في عُمان. تعتبر المياه الجوفية مصدر المياه الرئيسي المستخدم للأغراض المنزلية والصناعية والزراعية. تُسهم الآبار وحقول الآبار الجوفية بنحو 20% من الإمدادات لهذه الاستخدامات وتديرها الهيئة العامة للمياه والكهرباء [2]PAEW. تأتي معظم إمدادات المياه هذه من حقول الآبار الرئيسية المتصلة بالأنظمة الرئيسية.

الموارد المائية في عُمانالموارد المائية في عُمان

الشكل 1: القيم التقديرية لموارد المياه.[3] المصدر: AQUASTAT, FAO، 2014
الكلي= المياه السطحية+ المياه الجوفية- التداخل

ومع ذلك، عادةً ما يتم الحصول على إمدادات المياه الجوفية الأخرى من خلال الآبار المنفردة أو حقول الآبار الصغيرة التي تخدم الأنظمة المعزولة، ولا سيما في المناطق الريفية.و يوجد 744 بئراً توفر المياه لأنظمة التوزيع، أكثرها عدداً في محافظة الظاهرة ومحافظة الداخلية. يتحكم تفاوت التخزين وجودة المياه وفقاً للجيولوجيا بالمياه الجوفية في غالبية مناطق البلاد في الداخل.وقد تم الانتهاء من ثلاثة مشاريع رئيسية لتطوير المياه الجوفية، وتعرف هذه باسم حوض رمال الشرقية وحوض المسرات وحوض النجد.

يغطي حوض رمال الشرقية مساحة قدرها 21,546 كيلومتر مربع، وتُقدر وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه (MRMWR) إعادة تغذيته بما مجموعه 70 مليون متر مكعب/ السنة. [4] ويُقدر إجمالي الطلب السنوي في المنطقة بـ80 مليون متر مكعب، مما يعني عجزاً سنوياً مقداره 10 مليون متر مكعب.

يقع حوض المسرات في محافظة الظاهرة بالقرب من الحدود مع دولة الإمارات العربية المتحدة. يغطي الحوض مساحة قدرها 12,560 كيلومتر مربع، ويبلغ أقصى عمق له 400 متر وأعرض نقطة 130 كيلومتر. فقد تم تدشين حقليّ آبار رئيسيين في المجرى السفلي للواديين الرئيسيين: وادي العين وبوكربة. يُقدر حجم التدفق الداخلي الإقليمي المحسوب للمياه الجوفية بـ17,2 مليون متر مكعب/ السنة، في حين يُقدر حجم المخزون الجوفي بـ19,5 مليون متر مكعب.

يقع حوض النجد في ظفار وتم تقسيمه من ناحية هيدروجيولوجية إلى أربع وحدات لطبقات المياه الجوفية. ومع ذلك، لا زال هناك نقص بالدراسات التفصيلية المتعلقة بإعادة تغذية الحوض، وقد يُهدد استخراج المياه من حوض النجد الموارد في المنطقة.

يمكن تمييز ثلاثة أنواع رئيسية من إعادة التغذية الطبيعية لطبقات المياه الجوفية الضحلة في عُمان:[6]

اسم الحوضالموقعسعة التخزين (مليون متر مكعب)
النجدظفار5,000
المسراتالظاهرة19,500
الرمال الشرقيةالشرقية12,000
وادي المعاولجنوب الباطنة100
غرب الوسطىظفار1,000
وادي رونبالوسطى100

الجدول 1: الأحواض الجوفية الرئيسية في عُمان.[5]

● التدفق الداخلي من ترسب المياه التي تدخل نظام المياه الجوفية في الجبال، والتي تتدفق أسفل المنحدر ضمن المنطقة المشبعة إلى خزانات المياه الجوفية في السهل الساحلي؛
● إعادة التغذية المباشرة من هطول الأمطار على السهول؛
● إعادة التغذية غير المباشرة من جداول الأودية.

موارد المياه غير التقليدية

المياه المحلاة

برزت تحلية المياه كمصدرٍ رئيسي للمياه المنزلية، ووفقاً لاستراتيجية المياه الحالية سيتم تلبية معظم الطلب للأغراض المنزلية. وبحلول نهاية عام 2011، كان هناك 94 محطة لتحلية المياه في عُمان، منها 47 لتحلية مياه البحر و47 محطة لتحلية المياه قليلة الملوحة، حيث يبلغ إجمالي إنتاجها 196 مليون متر مكعب. وبدأ تشغيل أول محطة لتحلية المياه في عُمان عام 1976. وقد اتخذت الشركة العمانية لشراء الطاقة والمياه (OPWP) المملوكة للدولة، والتي تعتبر المشتري الحصري للطاقة والمياه المحلاة من المنتجين المستقلين، خطواتٍ رائدة لزيادة طاقة تحلية المياه من مشاريع المياه المستقلة بواقع 107,300 متر مكعب من المياه يومياً في السنوات الست المقبلة. وتحصّل الشركة العمانية لشراء الطاقة والمياه تسعيرة تزويد بالجملة للهيئة العامة للمياه والكهرباء، بمكونات سعة (ثابتة) ومخرجات (متغيّرة). بلغ متوسط التعرفة عام 2017 حوالي 500 بيسة لكل متر مكعب.

عمليات تحلية المياه هي جزءٌ لا يتجزأ من البنية التحتية للمرافق في عُمان، وتوفر لملايين العمانيين المياه الصالحة للشرب. ومن المتوقع أن ينمو الطلب على المياه في الشبكة الرئيسية بما نسبته 5% إلى 7% سنوياً خلال السنوات السبع القادمة، ليرتفع من 281 مليون متر مكعب عام 2015 إلى ما يتراوح بين 390 مليون متر مكعب و440 مليون متر مكعب في عام 2022.[7]

الشكل 2: قدرة (متر مكعب/ اليوم) لمحطات تحلية المياه في عُمان (2014-2016).

تواجه تحلية المياه العديد من التحديات. وتتضمن هذه ارتفاع التكلفة واحتياجات الطاقة، وعدم توافر مرافق ضخمة للتخزين لتلبية متطلبات الطوارىء، وخسائر الشبكة (المياه غير المدرة للدخل)، والتي تُقدر بحوالي 30%، وإغلاق محطة التحلية الساحلية بسبب ازدياد نمو الطحالب الدورية الضارة.

الشكل 3: إنتاج المياه المحلاة (متر مكعب/ اليوم) من محطات تحلية المياه الكبرى في عُمان (2014-2016).

Water-oman-Ghubrah desalination plant-fanack

الصورة 5: محطة الغُبرة لتحلية المياه بمسقط (191,000 متر مكعب/ اليوم). المصدر: (http://mcdcoman.com/media/#iLightbox[gallery_image_1]/5)

مياه الصرف الصحي المعالجة

يُقدر الإنتاج اليومي الحالي لمياه الصرف الصحي المعالجة في مسقط بـ100 مليون متر مكعب. ويبلغ إجمالي عدد محطات معالجة مياه الصرف الصحي المعالجة 150 محطة، مع حجم سنوي إجمالي يبلغ 42 مليون متر مكعب. وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ، ﻓﺈن اﻟﺤﺠﻢ اﻹﺟﻤﺎﻟﻲ ﻟﻠﻤﻴﺎﻩ اﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ اﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﻳﻤﺜﻞ 21,4% ﻓﻘﻂ ﻣﻦ إﺟﻤﺎﻟﻲ اﻟﻤﻴﺎﻩ اﻟﻤﺤﻼة اﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ للأﻏﺮاض اﻟﺤﻀﺮية. وهناك 44 محطة لمعالجة المياه والتي تعمل تحت توجيه وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه. تنتج هذه المحطات 11,5 مليون متر مكعب/ السنة، حيث تتم إدارة ما تبقى من محطات معالجة مياه الصرف الصحي من قبل القطاع الخاص. وﻣن ﺑﯾن أﮐﺑر محطات معالجة ﻣﯾﺎه الصرف الصحي “حيا للمياه” ﻓﻲ ﻣﺳﻘط، واﻟتي عالجت 24,8 ﻣﻟﯾون ﻣﺗر ﻣﮐﻌب في عام 2012. تقوم حيا للمياه حالياً بتنفيذ مشاريع استثمارية ضخمة لتغطية منطقة مسقط بأكملها، ومن المتوقع أن يصل حجم مياه الصرف الصحي المعالجة إلى 100 مليون متر مكعب بحلول عام 2030. وحالياً، يتم إعادة تدوير معظم مياه الصرف الصحي المعالجة لتنسيق الحدائق وري الحدائق العامة في المدن الكبرى. كما يتم تصريف جزء من مياه الصرف الصحي المعالجة الفائضة في البحر. وفي منطقة ظفار، يتم حقن حوالي 20 ألف متر مكعب من مياه الصرف الصحي المعالجة في الخزان الجوفي الساحلي لمكافحة تسرب مياه البحر. ويتم إنتاج كمية كبيرة من مياه الصرف من قبل شركات النفط. وعموماً، تستخدم عُمان ما بين 8 إلى 9 براميل من المياه لكل برميل من النفط الثقيل المستخرج، حيث يتعين معالجة مياه الصرف المنتجة.

إجمالي توافر المياه ونصيب الفرد منها

يوفر هطول الأمطار 15,841 مليون متر مكعب/ السنة لعُمان، مع فقدان 12,553 مليون متر مكعب/ السنة منها بسبب التبخر والامتصاص الأولي. وتوفر إعادة التغذية المباشرة من هطول الأمطار (2,397 مليون متر مكعب/ السنة) 88% من التدفق، بمساهماتٍ من إعادة تغذية الوديان (240 مليون متر مكعب/ السنة)، وإعادة التغذية في المناطق الحضرية (77 مليون متر مكعب/ السنة)، وإعادة تغذية الخزان (10 مليون متر مكعب/ السنة). وتصل نسبة إجمالي كمية إعادة التغذية المباشرة لعُمان من هطول الأمطار 15,1% بالمتوسط؛ حيث يتم فقدان ما تبقى بسبب التبخر والإمتصاص الأولي والجريان السطحي. ووفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة [8](FAO)، يُقدر إجمالي الموارد المائية الداخلية المتجددة بنحو 1,400 مليون متر مكعب/ السنة، وتبلغ الموارد المائية المتجددة الفعلية عام 2005 لكل فرد استناداً إلى عدد السكان 545 متر مكعب/ السنة.

[1] Available at: http://www.unep.or.jp/ietc/publications/techpublications/techpub-8f/C/Oman1.asp. Accessed on: 4/11/2018.
[2] PAEW, 2014. Annual Report.
[3] http://www.fao.org/nr/water/aquastat/data/wrs/readPdf.html?f=OMN-WRS_eng.pdf
[4] McDonnell, R., 2016. Groundwater governance in the Arab world – Taking stock and addressing the challenges. IWMI Project Report No. 14. USAID AID-263-IO-13-00005.
[5] Al-Khamisi, S., 2011. Optimal Water Resources Management Model for Ash Sharqiyah Region Domestic Water Supply, Oman. PhD dissertation, Heriot-Watt University, Edinburgh, UK.
[6] McDonnell, R., 2016. Groundwater governance in the Arab world – Taking stock and addressing the challenges. IWMI Project Report No. 14. USAID AID-263-IO-13-00005.
[7] OPWP, 2016. OPWP’s 7-Year Statement (2016-2022). Available at www.omanpwp.com/PDF/7YS%202016-2022%20Final%20.pdf.
[8] Available at: http://www.fao.org/nr/water/aquastat/countries_regions/OMN/index.stm. Accessed on 11/4/2018.