نظراً لاستخدام موارد المياه المحدودة في الأردن لتلبية متطلبات النمو السكاني السريع، فقد أصبح نقص المياه واقعاً يومياً للكثيرين، كما أن موارد المياه السطحية والجوفية مهددة بشكل متزايد بالنضوب، إلى جانب تدهور جودة المياه.
وكما ذكرنا في القسم السابق، فقد تدهورت جودة المياه في نهر الأردن السفلي ونهر الزرقاء تدهوراً شديداً على مدى السبعين عاماً الماضية، ولم تعد مياه هذه الأنهار صالحة للاستهلاك البشري. فعلى سبيل المثال، وكما تمت مناقشته في قسم “موارد المياه” ،فإن تدفق نهر الأردن يتناقص باستمرار بسبب سحب المياه في أعلى النهر. وفي الوقت نفسه، فإن تدفق مياه الصرف الصحي ومخلفات الأسمدة الزراعية غير المعالجة يستمر إلى نهر الأردن، مما يؤثر على جودة الكمية الصغيرة نسبياً المتبقية من المياه.
وإن مثالا آخر هو تلوث نهر الزرقاء بمخلفات الصرف الصناعي والتصريف غير القانوني لمياه الصرف الصحي، واستخدام المزارعين غير المشروع لمياه الصرف الصحي المرّكزة لري محاصيلهم وتسرب الأسمدة إلى مجرى النهر من هذه المزارع.[1]
كما أن جودة المياه الجوفية آخذة في التراجع، ويرجع ذلك بشكلٍ أساسي إلى الضخ الجائر، مما يؤدي غالباً إلى زيادة ملوحة المياه.[2]
ومع استمرار نمو الطلب على المياه وتقلص الموارد، فمن المرجح أن تستمر جودة المياه في التراجع، إذ يسلط هذا الواقع الضوء على الحاجة إلى معالجة قضايا جودة المياه في جميع أنحاء البلاد على جميع المستويات وفي جميع القطاعات.
تحسين جودة المياه السطحية والجوفية
تعتبر قضية جودة المياه بسيطة ومعقدة في آنٍ معاً، إذ تنعكس بساطتها في كون مسبباتها معروفة وقابلة للتقييم. ومع ذلك، فإن معالجة هذه القضايا وإيجاد طريقة للحد من التأثير السلبي على جودة موارد المياه العذبة ومياه الصرف الصحي لا يزال يمثل تحدياً معقداً للحكومة.
ولتحسين جودة المياه في الأردن، فينبغي اتخاذ الخطوات التالية:
- مراقبة جودة المياه.
- المعالجة الفعّالة للملوثات البيولوجية وغيرها من الملوثات السامة عند المصدر.
- تنظيمات و/أو إنفاذ (للتنظيمات) أفضل لمعالجة مياه الصرف الصناعي قبل تصريفها والتحكم بنوع وحجم الأسمدة الزراعية.
- منع الضخ الجائر لموارد المياه الجوفية.
- تحسين معالجة مياه الصرف الصحي.
ولفهم مدى تعقيد هذه التحديات، فمن المثير للاهتمام إلقاء نظرة على نظام جمع ومعالجة مياه الصرف الصحي في محطة عين غزال والتي قد أنشأتها الحكومة في الستينيات بالقرب من العاصمة عمّان. وقد تم تصميم محطة عين غزال لخدمة 300,000 أسرة وجمع حوالي 60,000 متر مكعب يومياً من مياه الصرف الصحي عبر شبكة الصرف الصحي والتي تم بناؤها في جميع أنحاء المدينة. واليوم، فقد باتت محطة المعالجة مُثقلة بشكلٍ كبير ولأسباب مختلفة، لا سيما الزيادة السكانية السريعة، مما أدى إلى ارتفاع مستويات إنتاج مياه الصرف الصحي. وعلاوةً على ذلك، فقد أصبحت طرق المعالجة المستخدمة في المحطة بالية ولم تعد تعالج المياه على نحو كافٍ. وعليه، فقد باتت جودة المياه المعالجة في محطة عين غزال رديئة، مما يؤثر بدوره على موارد المياه السطحية والجوفية بالقرب من المحطة. ولمعالجة هذه المشكلة، فإن الحكومة الأردنية تعمل ، بدعمٍ من البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير، على بناء محطة جديدة لمعالجة مياه الصرف الصحي في منطقة الغباوي.[3]
[1] For more details, see pages 6 and 7 of Alshawabka, ZA, 2019. ‘Water availability and quality in the Jordan River Valley and the Zarqa River Basin: stakeholders’ perspectives.’ Thesis, Doctor of Philosophy. The University of Waikato, Hamilton, New Zealand.
[2] For more information, see Breulmann, M et al., 2020. ‘Vulnerable Water Resources in Jordan: Hot Spots.’ Ministry of Water and Irrigation with support from the Helmholtz Centre for Environmental Research (UFZ) and the Federal Institute for Geosciences and Natural Resources (BGR); Amman – Leipzig – Hannover. 39 p., ISBN 978-3-944280-09-7; MWI and BGR (Ministry of Water and Irrigation; Bundesanstalt für Geowissenschaften und Rohstoffe), 2019. ‘Groundwater Resource Assessment of Jordan 2017.’ 151 p., ISBN 978-9923-9769-0-6; MWI (Ministry of Water and Irrigation), 2018. ‘Water Year Book – Hydrological Year 2016-2017.’ 111 p.; Amman, Jordan.
[3] The Jordan Times, 2021. ‘Jordan, EBRD sign 30m-euro wastewater treatment plant financial agreement.’