يتقاسم الأردن معظم موارد المياه الرئيسية مع دول الجوار، مما يفاقم التحديات في ظل زيادة ندرة المياه.
في عام 2017، قدرت وزارة المياه والري توافر المياه السنوي بنحو 1054 مليون متر مكعب، منها 288 مليون متر مكعب من الموارد السطحية، و619 مليون متر مكعب من المياه الجوفية، و147 مليون متر مكعب من مياه الصرف الصحي المعالجة. [1]
المياه السطحية
تساهم المياه السطحية في الأردن بحوالي 28% من إجمالي إمدادات المياه، حيث قد وفرت موارد المياه السطحية 288 مليون متر مكعب من المياه في عام 2017. [2] وتعتبر الأنهار الثلاث الرئيسية في البلاد، نهر الأردن واليرموك والزرقاء، جزءاً رئيسياً من نظام المياه السطحية في البلاد، ومع ذلك، فقد بات من غير الممكن إلى حدٍ كبير الاعتماد على إمدادات المياه المتاحة من كلٍ منها. وبالإضافة إلى ذلك، فإن تحويل منابع المياه والضخ المفرط للمياه في كلٍ من سوريا (لنهر اليرموك وروافده وموارد المياه الجوفية من نفس الحوض) وإسرائيل (لنهر الأردن) يؤثر تأثيراً مباشراً على توافر المياه في الأردن. [3]
وفي الثلاثينيات من القرن الماضي، فإن نهر الأردن كان أحد مصادر المياه الرئيسية للبلاد إذ كان يتدفق آنذاك 1,3 مليار متر مكعب من المياه في السنة. [4] ومع ذلك، فقد أسفرت عمليات تحويل مجرى النهر وروافده، بما في ذلك تدشين إسرائيل لمشروع الناقل الوطني للمياه في عام 1953 وتحويل المياه من بحيرة طبريا إلى السهول الساحلية والصحراء الجنوبية الإسرائيلية، إلى انخفاض تدفق نهر الأردن السفلي بشكلٍ كبير. وتعويضاً عن هذه الخسارة، وكجزءٍ من معاهدة السلام بين الأردن وإسرائيل عام 1994، تضخ إسرائيل 50 مليون متر مكعب من المياه في السنة من بحيرة طبريا إلى الأردن. ومع ذلك، فقد وجدت دراسة أجريت عام 2010 أن تدفق نهر الأردن السفلى قد انخفض إلى 2% فقط من تدفقه التاريخي، [5] فضلاً عن تدهور جودة المياه بشكلٍ حاد مع ارتفاع مستويات الملوحة والتلوث من الأسمدة الزراعية ومياه الصرف الصحي غير المعالجة عند المنبع في إسرائيل والضفة الغربية.
وبالرغم من أن مياه نهر اليرموك ذات نوعية جيدة، إلا أن الأردن يواجه تحدياتٍ بسبب الطبيعة العابرة للحدود للنهر حيث يتم تقاسمه شمالاً مع سوريا، فضلاً عن محدودية كميات المياه المتدفقة بحسب الاتفاقية الثنائية المتفق عليها عام 1987. [6] وهنا تجدر الإشارة إلى أن موطن ضعف الاتفاقية يكمن في كونها تأخذ في الاعتبار موارد المياه السطحية فحسب متجاهلةً موارد المياه الجوفية المرتبطة بالأنهار. [7] وبسبب استغلال سوريا المفرط لموارد المياه الجوفية، فقد بات تدفق النهر الذي يصل إلى الجانب الأردني من الحدود ويملأ سد الوحدة أقل بكثير مما كان متوقعاً. وفي معرض ما ذكر آنفاً إلى جانب أن نهر اليرموك يمثل 40% من موارد المياه السطحية الأردنية، فإن الحكومة الأردنية تدرس إعادة التفاوض على الاتفاقية. كما يعتبر نهر اليرموك أيضاً مصدراً مهماً للمياه لقناة الملك عبد الله، والتي تستخدم في وادي الأردن لأغراض الري.
وعلاوةً على ذلك، فقد شهد نهر الزرقاء، على الرغم من كونه داخل الحدود الأردنية بالكامل، انخفاضاً في جودة المياه بسبب عمليات السحب والتصريف من المناطق الصناعية والمنازل، إذ يرجع هذا نتيجة وجوده داخل المنطقة الصناعية الرئيسية في الأردن، والتي تتضمن حوالي 70% من المؤسسات الصناعية الصغيرة والمتوسطة في البلاد، حيث إن القليل من هذه الصناعات، إن كان أيّاً منها، تمتلك خططاً لمعالجة مياه الصرف الصحي الملوثة قبل تصريفها في النهر. [8] وفي الوقت نفسه، يأتي حوالي 50% من تدفق النهر من محطة السمرا لمعالجة مياه الصرف الصحي. [9] ومع ذلك، ما يزال نهر الزرقاء يرفد حوالي 60 مليون متر مكعب/ السنة من المياه لسد الملك طلال، الذي يعدّ أحد السدود الرئيسية في البلاد.
المياه الجوفية
بالنظر إلى القضايا التي نوقشت أعلاه فيما يتعلق بكمية مصادر المياه السطحية ومدى الاعتماد عليها وجودتها، فإن الأردنيين يعتمدون بشكلٍ أساسي على المياه الجوفية في إمدادات المياه للأغراض المنزلية. ومع ذلك، فلم تعد إمدادات المياه الجوفية كافيةً أيضاً لتلبية الطلب المتزايد، ويرجع ذلك أساسًا إلى أن المزارعين يستخدمون أيضاً هذه المياه الجوفية لري محاصيلهم، وأن القطاعين المنزلي والزراعي يتنافسان على ذات المورد. ففي عام 2017 على سبيل المثال، قد استهلك القطاع الزراعي حوالي 45% من موارد المياه في البلاد. [10]
وتمثل المياه الجوفية (المتجددة وغير المتجددة) حوالي 60% من الموازنة المائية السنوية، أو حوالي 618 مليون متر مكعب / السنة. [11]
وهناك نوعان رئيسيان من موارد المياه الجوفية: الموارد المتجددة وغير المتجددة (الأحفورية). و يمكن إعادة تغذية طبقات المياه الجوفية المتجددة عن طريق التغذية الطبيعية والاصطناعية.
كما تعتبر الأمطار والمياه السطحية والري مصادر طبيعية لإعادة التغذية، بينما تعتبر المياه العذبة المعالجة (من خلال حقنها في نظم التصريف) أو مياه الصرف الصحي المعالجة ضمن الموارد الاصطناعية. [12]
وقد تم تحديد وجود اثني عشر حوضاً للمياه الجوفية في الأردن (الخريطة 2). [13] وتشير التقديرات إلى أن العائد الآمن الذي يسمح بإعادة تغذية إمدادات المياه الجوفية لمصادر المياه الجوفية المتجددة في جميع أنحاء البلاد يبلغ حوالي 275 مليون متر مكعب / السنة. [14]
علاوةً على ذلك، تقع موارد المياه الجوفية داخل حدود الأردن إلى جانب الموارد المشتركة مع دول الجوار، كما هو موضح أدناه. فعلى سبيل المثال، فهذا هو حال حوضيّ الديسي واليرموك للمياه الجوفية، حيث يأتي تدفق الموارد المشتركة من دول المنبع. وعلى مدى العقود الماضية، كان هذا التدفق يتناقص لعدة أسباب، بما في ذلك الآثار التي ألقاها تغير المناخ على إعادة تغذية الآبار الجوفية والاستخراج غير القانوني وأنماط الاستهلاك المتغيرة.
الخريطة (2): العائد السنوي الآمن من أحواض المياه الجوفية في الأردن (مليون متر مكعب). Source: Fanack after Altz-Stamm, 2012.
مصادر المياه غير التقليدية
أصبحت مياه الصرف الصحي المعالجة مورداً متزايد الأهمية، حيث تساهم بما نسبته حوالي 18% من الموازنة الوطنية للمياه. [15] وتستخدم معظم هذه المياه في القطاع الزراعي. ففي عام 2017، قد بلغ استهلاك القطاع الزراعي للمياه 144 مليون متر مكعب من أصل 147 مليون متر مكعب، ومن المتوقع أن يرتفع الاستهلاك إلى 411 مليون متر مكعب في عام 2035.
وتُصرّف معظم مياه الصرف الصحي المعالجة من محطات المعالجة بالقرب من المراكز السكانية الرئيسية (ومصادر مياه الصرف الصحي الرئيسية) في وسط البلاد، إلى المجاري المائية الواقعة على حواف جبال وادي الأردن، حيث تتدفق إلى الوادي لاستخدامها في الري (الخريطة 3 والجدول 1).
وقد ازدادت كمية مياه الصرف الصحي على مر السنين، ويرجع ذلك أساساً إلى الزيادة السكانية الكبيرة (بما في ذلك اللاجئين) [16]، إذ قد أدى ذلك إلى عمل محطات معالجة مياه الصرف الصحي الحالية بما يتجاوز طاقتها التصميمية الأصلية.
ولطالما استخدم المزارعون على طول مجرى نهر الزرقاء مياه النهر للري، ويرفض الكثيرون الامتثال للوائح الحكومية التي تحظر هذا الاستغلال. وقد وضعت هذه اللوائح عندما تم إنشاء محطة معالجة المياه لمنع المزارعين من استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة على محاصيلهم قبل تخفيف تركيزها، إذ تُشكل المحاصيل المروية بمياه الصرف الصحي المعالجة جزئياً خطراً على صحة المستهلكين.
و، قد أدت الزيادة في عدد اللاجئين، بمن فيهم أولئك الذين يعيشون في مخيمات اللاجئين، إلى زيادة حادة في كمية مياه الصرف الصحي، بما في ذلك مياه دورات المياه. ونظراً لأن مخيمات اللاجئين هي واقع طويل الأمد في الأردن، فإن استراتيجية إدارة مياه الصرف الصحي المستدامة ضرورية لضمان جودة معالجة مياه الصرف الصحي.
الجدول (1): محطات معالجة مياه الصرف الصحي في الأردن 2017. المصدر: وزارة المياه والري الأردنية.[17].
اسم المحطة | حالة المشروع | السعة التصميمية- متر مكعب/ اليوم | المياه الداخلة- متر مكعب/ اليوم | نوع المعالجة | سنة التشغيل | الحمل العضوي |
محطة تنقية العقبة القديمة | 9,000 | 7,066 | تنقية طبيعية | 1987 | 900 | |
محطة تنقية العقبة الميكانيكية | 12,000 | 12,719 | الحمأة المنشطة | 2005 | 420 | |
محطة تنقية العقبة الميكانيكية | قيد الإنشاء | 28,000 | الحمأة المنشطة | قيد الإنشاء | 400 | |
محطة تنقية البقعة | قيد الدراسة والتصميم | 14,900 | 14,563 | المرشحات البيولوجية | 1987 | 800 |
محطة تنقية الفحيص وماحص | الحمأة المنشطة | 2,400 | 2,928 | الحمأة المنشطة | 1997 | 995 |
محطة تنقية إربد المركزية (فوعرا) | تحويل إلى الحمأة المنشطة | 13,350 | 8,272 | الحمأة المنشطة | 1987 | 800 |
محطة تنقية جرش | قيد التطوير | 9,500 | الحمأة المنشطة | 1983 | 1,200 | |
محطة تنقية المعراض- جرش | 10,000 | 4,397 | الحمأة المنشطة | 2011 | 800 | |
محطة تنقية الكرك | قيد التطوير والإنشاء | 5,500 | 1,321 | الحمأة المنشطة | 1988 | 800 |
محطة تنقية كفرنجة | تحويل إلى الحمأة المنشطة | 9,000 | 3,497 | الحمأة المنشطة | 1989 | 850 |
محطة تنقية مأدبا | تحويل إلى ميكانيكية | 7,600 | 7,388 | الحمأة المنشطة | 1989 | 950 |
محطة تنقية المفرق | تحويل إلى ميكانيكية | 5,500 | 3,731 | أحواض مهواة | 2017 | 825 |
محطة تنقية معان | تحويل إلى ميكانيكية | 7,000 | 2,324 | الحمأة المنشطة | 1989 | 700 |
محطة تنقية أبو نصير | 4,000 | 3,385 | الحمأة المنشطة | 1985 | 1,100 | |
محطة تنقية الرمثا | تحويل إلى ميكانيكية | 5,400 | 4,268 | الحمأة المنشطة | 1987 | 1,00 |
محطة تنقية السلط | قيد الدراسة والتصميم (السعة- 7600 متر مكعب/ اليوم) | 2,500 | 8,086 | الحمأة المنشطة | 1981 | 1,090 |
محطة تنقية الطفيلة | قيد التطوير والإنشاء (السعة- 5000 متر مكعب/ اليوم حتى عام 2025) (السعة- 7500 متر مكعب/ اليوم حتى عام 2035) | 1,600 | 1,945 | المرشحات البيولوجية + الحمأة المنشطة | 1988 | 1,060 |
محطة تنقية وادي العرب (دوقرا) | 20,800 | 12,683 | الحمأة المنشطة | 1999 | 582 | |
محطة تنقية وادي حسان | 1,600 | 1,262 | الحمأة المنشطة | 2001 | 800 | |
محطة تنقية وادي موسى | 3,400 | 2,832 | الحمأة المنشطة | 2000 | 500 | |
محطة تنقية وادي السير | قيد التطوير والإنشاء | 17,000 | 5,040 | تنقية طبيعية | 1997 | 670 |
محطة تنقية الأكيدر | 4,000 | 2,087 | تنقية طبيعية | 2005 | 1,500 | |
محطة تنقية اللجون | من الأحواض المهواة إلى الحمأة المنشطة | 1,200 | 712 | أحواض مهواة | 2005 | 1,500 |
محطة تنقية تل المنطح | 400 | 383 | المرشحات البيولوجية + الحمأة المنشطة | 2005 | 2,000 | |
محطة تنقية الجيزة | 4,000 | 895 | الحمأة المنشطة | 2008 | 898 | |
محطة تنقية الشوبك | 350 | 153 | أحواض مهواة | 2010 | 1,136 | |
محطة تنقية السمرا | تحويل إلى ميكانيكية | 360,000 | 344,548.5 | الحمأة المنشطة | 1984 old - 2008 new | 600 |
محطة تنقية المنصورة | 50 | 20 | أحواض مهواة | 2010 | ||
محطة تنقية جنوب عمّان | 52,000 | 13,517.5 | الحمأة المنشطة | 2015 | 750 | |
محطة تنقية وادي الشلالة | 13,750 | 8,421 | الحمأة المنشطة | 2014 | 762 | |
محطة تنقية مؤتة- المزار- العدنانية | 7,060 | 1,369 | الحمأة المنشطة | 2014 | 673 | |
محطة تنقية الشونة الشمالية | 1,200 | 655 | أحواض مهواة | 2015 | 1,850 | |
محطة تنقية الزعتري | 3,500 | 1,468 | المفاعل الحيوي الغشائي + المرشحات البيولوجية | 2015 | 1,130 | |
محطة تنقية مخيم الأزرق | 1,760 | 0 | المفاعل الحيوي الغشائي + المرشحات البيولوجية | 1,500 | ||
الإجمالي | 639,320 | 137387.5 |
[1] MWI (Ministry of Water and Irrigation), 2017. ‘Jordan Water Sector Facts and Figures 2017’.
[2] Ibid.
[3] Hussein, H, 2017. ‘Whose ‘reality’? Discourses and hydropolitics along the Yarmouk River.’ Contemporary Levant 2(2): 103-115; Zeitoun, M et al., 2019. ‘The Yarmouk tributary to the Jordan River I: Agreements impeding equitable transboundary water arrangements.’ Water Alternatives 12(3): 1064-1094.
[4] Gafny, S et al., 2010. ‘Towards a Living Jordan River.’ An Environmental Flows Report on the Rehabilitation of the Lower Jordan River.
[5] Bromberg, G, 2008. ‘Will the Jordan River Keep on Flowing?’ Yale Environment 360.
[6] Hussein, H, 2017. ‘Whose ‘reality’? Discourses and hydropolitics along the Yarmouk River.’ Contemporary Levant 2(2): 103-115.
[7] Zeitoun, M et al., 2019. ‘The Yarmouk tributary to the Jordan River I: Agreements impeding equitable transboundary water arrangements.’ Water Alternatives 12(3): 1064-1094; Hussein, H, 2017. ‘Whose ‘reality’? Discourses and hydropolitics along the Yarmouk River.’ Contemporary Levant 2(2): 103-115.
[8] Mohsen, MS, 2007. ‘Water strategies and potential of desalination in Jordan’. Desalination 203: 27-46.
[9] Abu-Sharar, TM et al., 2003. ‘The use of treated sewage for irrigation in Jordan: Opportunities and constraints.’ Water and Environment Journal 17(4): 232-238.
[10] MWI (Ministry of Water and Irrigation), 2017. ‘Jordan Water Sector Facts and Figures 2017’.
[11] Ibid.
[12] Ghneim, A, 2010. ‘Wastewater Reuse and Management in the Middle East and North Africa: A Case Study of Jordan.’ MSc Dissertation. Published by Universitätsverlag der TU Berlin.
[13] Ibid.
[14] MWI (Ministry of Water and Irrigation), 2017. ‘Jordan Water Sector Facts and Figures 2017’.
[15] Ibid.
[16] Namrouqa, H, 2018. ‘Government seeks to expand As-Samra Wastewater Treatment Plant, citing population growth concerns.’ The Jordan Times.
[17] MWI (Ministry of Water and Irrigation), 2017. ‘Jordan Water Sector Facts and Figures 2017’.