جودة المياه السطحية
وفقاً للوكالة الوطنية للموارد المائية، فقد تلوثت أجزاء كبيرة من الأنهار في أحواض تافنة والمقطع والشلف والصومام وسيبوس. ومعظم هذه المياه السطحية ملوثة بمياه الصرف الصحي البلدية والصناعية غير الخاضعة للرقابة وغير المعالجة إما بسبب التوصيلات السيئة أو محطات معالجة مياه الصرف الصحي غير العاملة. ويتم تصريف مياه الصرف الصحي غير المعالجة أو النفايات السائلة المعالجة بجودة منخفضة والتي تبلغ حوالي 200 مليون متر مكعب سنوياً في المسطحات المائية الطبيعية مباشرةً. كما تم اكتشاف الفوسفور والنترات والمبيدات الحشرية في بعض المياه السطحية نتيجة لممارسات الإدارة الزراعية غير السليمة. [2]
جودة المياه الجوفية
وفقاً لخطة وكالة الحوض الهيدروغرافي الوطنية لرصد جودة المياه في طبقات المياه الجوفية في البلاد، فإن جودة المياه الجوفية جيدة عموماً. ومع ذلك، حصلت بعض التغييرات بسبب عوامل بيئية وأنشطة بشرية على حد سواء.[3]
وفي الشمال، فإن معظم المياه الجوفية غير مالحة، حيث لا تتجاوز قيم الملوحة 1 غرام لكل لتر. ومع ذلك، تعاني بعض أحواض المياه الجوفية الساحلية في متيجة وواد سيباو من تسرب مياه البحر بسبب نفاذيتها العالية والاستغلال المفرط. وفي الصحراء الجنوبية، تتفاوت مستويات الملوحة ويمكن أن تصل إلى 9 غرام لكل لتر في حوض المركب النهائي. وتزداد الملوحة أيضاً في أحواض المياه الجوفية المحيطة بالبحيرات المالحة. [4][5]
يلاحظ عادةً تلوث المياه الجوفية الناتج عن الأنشطة البشرية في طبقات المياه الجوفية في الشمال. ولا يزال الحجم الكبير لمياه الصرف الصحي المنزلية والصناعية التي يتم تصريفها يومياً في الوديان يشكل تهديداً حقيقياً لمصادر المياه الجوفية، مع ملاحظة نقص مستويات الأكسجين في المياه. كما لوحظت حالات مماثلة في الجنوب، حيث لا تستطيع مرافق معالجة المياه العادمة استيعاب كميات النفايات السائلة بأكملها. وأخيراً، فعلى الرغم من الزراعة المكثفة في المناطق الريفية، فإن تركيزات النترات في المياه الجوفية تظل عموماً أقل من المستويات المقبولة.[6][7]
وهناك علاقة بين استغلال الغاز الصخري وتدهور موارد المياه على مستوى العالم. ونتيجةً لذلك، فقد شهد استغلال الغاز الصخري في الجزائر في عام 2015 معارضة شعبية قوية. وبعد أيام قليلة من افتتاح أول عملية تنقيب استكشافية بالقرب من مدينة عين صالح، خرج السكان المحليون بمسيرة بدعمٍ من العلماء والناشطين لمنع تلوث طبقة المياه الجوفية المحلية بما لا تُحمد عُقباه. [8] وقد نجحت الحركة في إبطاء تنفيذ المشروع، على الرغم من استئناف المفاوضات الأخيرة مع الشركات الأمريكية لإعادة افتتاح مواقع التنقيب عن الغاز الصخري.[9]
شبكات الصرف الصحي ومعالجة المياه العادمة
لا يزال الصرف الصحي يمثل جانباً صعباً في إدارة المياه، حيث يقدر حجم مياه الصرف التي تم تصريفها بحوالي 1,2 مليار متر مكعب في السنة.[10]
وقد شهد تنفيذ البرنامج الوطني لشبكة الصرف الصحي زيادةً في طول الشبكة من 21,000 كم في عام 1995 إلى 41,000 كم في عام 2011. وقد ضمن ذلك أن حوالي 86% من مجموع السكان متصل بالشبكة، حيث تصل النسبة إلى 90% في المناطق الحضرية و82% في المناطق الريفية.[11]
العام | 1999 | 2005 | 2010 | 2013 | 2020 |
عدد محطات معالجة مياه الصرف الصحي | 33 | 34 | 112 | 145 | 239 |
الطاقة الإنتاجية (مليون متر مكعب/ السنة) | 90 | 160 | 665 | 800 | 1,200 |
الجدول (1): تطور محطات معالجة مياه الصرف الصحي من عام 1999 وحتى 2020.
وإن الهدف هو زيادة طول الشبكة إلى 54,000 كم بحلول عام 2020 لمواكبة النمو السكاني. [12] وفي عام 2011، كانت البنية التحتية للصرف الصحي تتكون من 134 محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي بطاقة معالجة إجمالية تبلغ 700 مليون متر مكعب في السنة. وقد تم تحديد هدف بإنشاء 100 محطة معالجة إضافية بحلول عام 2020، مما سيزيد من قدرة المعالجة بما يكفي لتحقيق معالجة للمياه بنسبة 100% من المياه العادمة المنتجة (الجدول 1).[13][14]
المخاطر البيئية والصحية
يؤدي الافتقار إلى الإدارة المتكاملة للمياه إلى تفاقم المخاطر البيئية والصحية في جميع أنحاء البلاد.
ويعكس تدهور جودة المياه نسباً مثيرة للقلق، خاصة في الشمال. كما تتسبب الممارسات الزراعية غير الخاضعة للرقابة في تدهور جودة المياه من خلال تدفقات المياه المسترجعة. وفي المناطق الحضرية، تتعرض إمدادات المياه لخطر التلوث البيولوجي والفيزيائي -الكيميائي بسبب المخلفات السائلة غير القانونية وغير الخاضعة للرقابة في المجاري المائية والمسطحات المائية. ويتفاقم هذا الخطر بسبب محطات معالجة مياه الصرف الصحي القديمة التي لم يتم تجهيزها لمعالجة المياه الملوثة بالمعادن الثقيلة والمبيدات الحشرية.
تعتبر الملوحة مشكلةً متكررة تطرح تحدياتٍ لإدارة إمدادات المياه. وتتأثر بعض المناطق في غرب البلاد بشكلٍ رئيسي بمعدلات ملوحة مرتفعة، والتي أدت إلى تدهورٍ لا يمكن تصحيحه في السهول الزراعية المروية. وفي الجنوب، يؤدي الضخ المفرط والري غير الخاضعين للرقابة إلى زيادة تملح التربة وطبقات المياه الجوفية المالحة في الأصل بشكلٍ طبيعي في حوض المركب النهائي. وفي المناطق الساحلية مثل وهران والجزائر وجيجل، يؤدي الإفراط في استغلال طبقات المياه الجوفية الساحلية إلى تسرب ملحي لا يمكن إصلاحه.[15][16]
كما يعدّ تآكل التربة تحدٍ بيئي رئيسي آخر. ففي عام 2000، تعرض ما يقرب من 7,5 مليون هكتار من الأراضي في منطقة السهوب للتهديد من جراء التصحر والتعرية بفعل الريح. ويهدد التآكل بفعل المياه 12 مليون هكتار في المناطق الجبلية. هناك، أدى تآكل التربة إلى تراكم الطمي في السدود، مما تسبب في انخفاض مقداره 1,2 مليار متر مكعب في سعة التخزين في الخزانات السطحية. [17]
من حين لآخر، تم الإبلاغ عن الإصابة بأمراضٍ تنقلها المياه، مما يشكل خطراً على الصحة لا يمكن للسلطات السيطرة عليه دائماً. وفي عام 2018، تم الإبلاغ عن 76 حالة لوباء الكوليرا في ستة أقاليم ساحلية. وعادةً ما يحصل تفشي مثل هذه الأمراض نتيجة للبنية التحتية القديمة للصرف الصحي التي تلوث المياه المستخدمة في الري بسبب التسرب.[18]
[1] Bouchekima B, Bechki D, Bouguettaia H, Boughali S and Tayeb Meftah M, 2008. ‘The underground brackish waters in South Algeria: Potential and viable resources’. Laboratoire de Développement des Energies Nouvelles et Renouvelables dans les Zones Arides Sahariennes, Université de Ouargla.
[2] British Geological Survey, 2018. Africa Groundwater Atlas: Hydrogeology of Algeria.
[3] Food and Agriculture Organization of the United Nations, 2009. Groundwater Management in Algeria: Draft Synthesis Report.
[4] Safar-Zitoun M, 2018. Plan National Secheresse Algerie: Deuxième Version. Convention des Nations Unies de Lutte contre la Désertification.
[5] Mozas M and Ghosn A, 2013. État des lieux du secteur de l’eau en Algérie. IPEMED.
[6] Jacobs C and van ‘t Klooster C, 2012. Water and agriculture in the Maghreb. Alterra, Wageningen-UR.
[7] Ennabli M, 2005. Mediterranean Environmental Technical Assistance Program, Water Quality Management: Algeria.
[8] Agence de Bassin Hydrographique, 2009. Qualité des eaux souterraines dans les bassins du Kebir-Rhumel, de la Seybousse et de la Medjerda-Mellegue, 2004-2007. Cahiers de l’Agence.
[9] Aylan B, 2019. ‘Malgré la revolution l’Algérie veut exploiter le gaz de schiste avec une société américaine’. Observ’Algérie.
[10] Sattar AA and Demmak AM, 2014. Algeria Water Sector M&E Rapid Assessment Report. MEWINA: Algeria Water Sector Monitoring.
[11] Xinhua, 2011. ‘Algeria’s drinking water supply increases by 3 times within a decade’.
[12] WASHwatch, 2019. Algeria.
[13] UNICEF and World Health Organization, 2015. Progress on Sanitation and Drinking Water – 2015 Update and MDG Assessment.
[14] Sattar AA and Demmak AM, 2014. Algeria Water Sector M&E Rapid Assessment Report. MEWINA: Algeria Water Sector Monitoring
[15] Safar-Zitoun M, 2018. Plan National Secheresse Algerie: Deuxième Version. Convention des Nations Unies de Lutte contre la Désertification.
[16]Sarraf M, 2004. Cost of Environmental Degradation. METAP (Mediterranean Environmental Technical Assistance Program). World Bank.
[17] Remini B, 2010. ‘La problématique de l’eau en Algérie du Nord’. Larhyss Journal, 8:36
[18]European Centre for Disease Prevention and Control, 2018. Rapid risk assessment: Cholera outbreak in Algeria, 2018.