تكشف بيانات جودة المياه المتاحة، بوضوح، أن تلوث المياه الجوفية والسطحية ظاهرة شائعة في جميع أنحاء البلاد.
جودة المياه السطحية
نهر الفرات
يعاني نهر الفرات من ملوحة مرتفعة خلال موسم الري بسبب تصريف مياه الري. وقد ازدادت الملوحة من 400 مللي سيمنز لكل سم في جرابلس على الحدود التركية إلى أكثر من 1,000 مللي سيمنز لكل سم في البوكمال على الحدود العراقية. تُشكل هذه الملوحة العالية تهديداً كبيراً خاصةً في فترات الجفاف/ القحط، مما يؤدي إلى تملّح الأرض وانخفاض إنتاج المحاصيل. ويحدث التلوث الجرثومي أحياناً نتيجة التخلص من مياه الصرف الصحي من المناطق الحضرية (مثل دير الزور). وتُظهر سدود الفرات والبعث وتشرين مؤشرات كيميائية مستقرة ضمن معايير مياه الشرب. ويُظهر سد البعث تلوثاً جرثومياً بسبب التخلص من مياه الصرف الصحي من دينا .
بحيرة الجبول
إن هذه المحمية الطبيعية مهددة بالتلوث الناجم عن مياه الصرف الصحي والمواد المغذية والمبيدات الحشرية من الحقول الزراعية المحيطة. ويُظهر نهر الساجور، أحد روافد الفرات، مستوياتٍ عالية من طلب الأكسجين البيوكيميائي والأمونيا. ويحتوي نهر قويق على الكروم بمستويات أعلى من المعايير المعيارية بسبب التلوث من المدابغ ومياه الصرف الصحي من حلب، مما يهدد مياه الشرب في حلب. ويشكل الري في منطقة السبخة تهديداً للصحة العامة نتيجة لاستخدام المياه شديدة التلوث من نهر قويق.
نهر دجلة
إن أكبر مشكلة تلوث تواجه نهر دجلة هي تلوث الخزانات بمياه الصرف الصحي غير المعالجة. هذا هو الحال بشكل خاص بالنسبة لبحيرة الأسد، والتيهي ملوثة بمياه الصرف الصحي من الحسكة، في أقصى الشمال الشرقي من سوريا، وتكرير النفط عبر نبع طابان. وبشكل عام، فإن نوعية المياه في الخزانات الأخرى على نهر دجلة مناسبة للري ولاستهلاك مياه الشرب. وفي موسم الري، فإن موارد المياه الجوفية يكون عندها ازدياد في مستويات الملوحة.
الحوض الساحلي
إن موارد المياه في الحوض الساحلي هي ذات جودة عالية بما يكفي لمياه الشرب والاستخدامات الأخرى. وفي بعض الحالات، تحتوي المياه السطحية على مستوياتٍ عالية من المواد الصلبة العالقة، والنترات، والأمونيا، وبكتيريا الإشريكية القولونية، ولكن تستخدم معظمها في الري. وتتسبب النفايات السائلة الناتجة عن مصانع معالجة الزيتون في تلويث المياه الجوفية والينابيع، لا سيما في منطقة طرطوس وديفة، مما يهدد إمدادات مياه الشرب. وتُظهر بعض الآبار العميقة مستويات مرتفعة من الملوحة بسبب تسرب الملح. وبالإضافة إلى ذلك، فإن بعض المحميات الساحلية تحتوي على مستويات عالية من المغذيات و إن العديد من الشواطىء مهددة بالتلوث الجرثومي الناتج عن التخلص من مياه الصرف الصحي.
البادية
إن المياه الجوفية عالية الملوحة في بعض المناطق بسبب تدفق مياه الري وارتفاع معدلات التبخر.
نهر العاصي
تُظهر منطقة أسفل مجرى نهر العاصي جودة دون المستوى لمواد صلبة عالقة والنترات وطلب الأكسجين البيوكيميائي وذلك بسبب الأنشطة الزراعية والصناعية الكثيفة (مصنع الأسمدة في حمص والعديد من معامل تكرير السكر) فضلاً عن المراكز السكانية. وإن مصادر مياه الشرب معرضة للخطر بسبب مستويات التلوث العالية.
بحيرة قطينة
إن بحيرة قطينة ملوثة بالنفايات الصناعية، بما في ذلك النترات والفوسفات والمعادن الثقيلة، ونباتاتها وحيواناتها المائية مهددة بالخطر. ولا تزال جودة المياه الجوفية مناسبة للاستخدام في قطاع الزراعة.
نهري بردى والأعوج
تؤدي مياه الصرف الصحي المنزلية في المناطق الحضرية والريفية إلى ارتفاع مستويات طلب الأكسجين البيوكيميائي بمستوياتٍ أعلى من المعايير المعيارية عند مصب نهر بردى. وتتمتع مياه الأعوج بنوعية مياه أفضل قليلاً من نهر بردى.و تُظهر الينابيع والمياه الجوفية مستوياتٍ عالية من البكتيريا الإشريكية القولونية وذلك بسبب تسرّب مياه الصرف الصحي. وفي منطقة الغوطة وريف دمشق، حيث يتم استخدام العديد من الآبار لمياه الشرب، تصل تركيزات النترات من 120-200 ملليغرام لكل لتر (ملغ/ لتر)، أي أربعة أضعاف معايير منظمة الصحة العالمية. وإن التركيزات العالية من الكروم، والتي تصل إلى 5 ملغ/ لتر في المياه السطحية، هي نتيجة النفايات السائلة من صناعة الدباغة حول مدينة دمشق، مما يساهم في تهديد إمدادات مياه الشرب في الحوض.
نهر اليرموك
تتدهور جودة المياه في الخزانات بسبب التخلص من مياه الصرف الصحي غير المعالجة والصرف الزراعي (على سبيل المثال من بلدة أبطع، وعدوان، وطفس، وريف درعا الشرقي، ومعربة، والأصلحا، وحبران، وجبل العرب). وتوجد تركيزات عالية من النترات والأمونيا في المياه الجوفية (على سبيل المثال في وادي اليرموك والزبداني (Altashgiel )). وإن مياه الينابيع ذات نوعية جيدة عموماً باستثناء التلوث البكتيري المحدود وارتفاع مستوى النترات في منطقة السويداء في الجنوب الغربي. وتحتوي بعض مناطق المياه الجوفية أيضاً على مستويات عالية من الملوحة (بشكلٍ طبيعي). ويتمثل التهديد الرئيسي في ارتفاع مستويات مسببات الأمراض في مياه الري ومستويات عالية من النترات والأمونيا في آبار مياه الشرب.
جودة المياه الجوفية
إن مياه الآبار والينابيع في حوض الأعوج ملوثة بكتريولوجياً بسبب تصريف مياه الصرف الصحي. وإن تركيز النترات في بعض الآبار في الغوطة يتجاوز الحدود المحددة لمياه الشرب. وفي المنطقة الساحلية، قد تلوثت الآبار المستخدمة لأغراض الشرب بتركيزات عالية من النترات والأمونيا بسبب تصريف مياه الصرف الصحي واستخدام الأسمدة. كما أن ملوحة المياه مرتفعة في بعض الآبار بسبب تسرب مياه البحر إلى خزانات المياه الجوفية العذبة.
شبكة الصرف الصحي ومعالجة مياه الصرف الصحي
تظهر بيانات جودة المياه المتاحة بوضوح أن تلوث المياه الجوفية والمياه السطحية بالنفايات المنزلية والصناعية قد حدث في جميع أنحاء البلاد بالقرب من جميع الأحياء السكنية الرئيسية. وفي عام 2011، قد تم توصيل حوالي 89% من سكان الحضر و69% من سكان الريف بشبكات الصرف الصحي، في حين أن 71% من سكان الحضر و7% فقط من سكان الريف كانوا مرتبطين بمحطات معالجة مياه الصرف الصحي.[1]
المخاطر البيئية والصحية
قد عانت مصادر المياه من التلوث الناتج عن النفايات الصناعية والمنزلية قبل اندلاع الحرب في عام 2011. وقد وضعت وزارة الإسكان والتعمير خطة شاملة لمعالجة المشكلة، والتي تضمنت عدداً من اللوائح البيئية وخطةً رئيسية طموحة لمعالجة مياه الصرف الصحي المحلية في جميع أنحاء البلاد. كما تضمنت الخطة بناء 345 محطة معالجة مركزية وغير مركزية بطاقة إجمالية قدرها 1,2 مليار متر مكعب في اليوم بتكلفة 1,7 مليار دولار. ومن المتوقع أن تخدم الخطة، عند تحقيقها، حوالي 75% من إجمالي السكان. ومع ذلك، فقد توقف العمل على الخطة بسبب الحرب المستمرة فضلاً عن تحديات التمويل.
وفي الواقع، فقد فاقمت الحرب من الوضع العام للمياه في سوريا مع توقف العديد من مشاريع مياه الشرب عن العمل بسبب نقص الصيانة والتمويل التشغيلي أو تعرضها للتدمير. كما أضافت الحرب إلى مصادر التلوث بسبب غياب الرقابة البيئية، وتكرير النفط بشكل عشوائي والتخلص من الجثث. ففي عام 2013، قد تم العثور على أكثر من 100 جثة في نهر قويق في حلب. وقد أدى تلوث المياه وبيع المياه غير المرخص بواسطة الصهاريج إلى انتشار عددٍ من الأمراض، بما في ذلك داء الليشمانيات في حلب ودير الزور وحمى التيفوئيد حول دمشق.