وفقاً لدراسة أجراها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) في عام 2014، فإن هطول الأمطار السنوي يتراوح بين 7,8 مليار متر مكعب (سنة جافة) و11,9 مليار متر مكعب (سنة رطبة)، منها ما بين 4,1 و6,6 مليار متر مكعب عبارة عن إعادة تغذية للمياه الجوفية. وقد استندت الاستراتيجية الوطنية المحدثة لقطاع المياه، والتي قد صدرت في عام 2020، إلى نفس الأرقام المدرجة في استراتيجية 2010، والتي قد استندت بدورها إلى أرقام نظام المعلومات العالمي لمنظمة الفاو بشأن المياه والزراعة (AQUASTAT) لعام 2008 التابع لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، خصوصا إجمالي هطول الأمطار بما يعادل 8,6 مليار متر مكعب. وفي كلٍ من الاستراتيجية الوطنية المحدثة لقطاع المياه لعامي 2010 و2020، فإن النتح التبخري يقدر بحوالي 50% بينما قدرت دراسة وزارة الطاقة والمياه وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي أنها تتراوح بين 16% و26%. [1] ويؤدي هذا التناقض في البيانات في النهاية إلى اختلافات في تقدير إعادة تغذية المياه الجوفية، مما يسلط الضوء على أحد التحديات الجوهرية التي تواجه قطاع المياه وإدارة الموارد المائية: وهو عدم وجود قاعدة بيانات موحدة تتضمن مجموعات بيانات عن الأرصاد الجوية والهيدرولوجية طويلة الأجل وعالية الجودة.
المياه السطحية (الأنهار الرئيسية، والتوافر منذ عام 1950)
يوجد في لبنان 40 نهراً، 16 منها أنهار دائمة الجريان (الخريطة 1). ويقدر إجمالي التدفق السنوي للأنهار مجتمعة ما بين 2,151 مليون متر مكعب و3,900 مليون متر مكعب، إذ يحصل غالبية التدفق (ما نسبته 75%) ما بين شهري يناير إلى مايو، وذلك بناءً على بياناتٍ من عام 2010. [2] وتحدد خمس مناطق هيدرولوجية مختلفة سمات النظام المائي للبلاد وهي موضحة أدناه.
- نهر الليطاني والذي يعدّ أطول نهر في لبنان (170 كلم) وتبلغ مساحة حوض نهر الليطاني حوالي 2,180 كلم2. يتدفق النهر من سهل البقاع جنوباً، ويستدير بزاوية 90 درجة ويواصل تدفقه غرباً قبل أن يصب في البحر الأبيض المتوسط. ويقدر التدفق السنوي للنهر بـ 475 مليون متر مكعب، ويمتاز بتباينات كبيرة في التدفق من عامٍ لآخر.
- نهر العاصي والذي يقع في الشمال الشرقي من البلاد، ويتدفق إلى سوريا ويصب في البحر الأبيض المتوسط في تركيا.
- يشكل نهرا الحاصباني والوزاني، الواقعان في جنوب شرق لبنان، أحد الروافد الرئيسية لنهر الأردن ويصبان في البحر الميت.
- أحواض الأنهار الساحلية، والتي تشمل الأنهار الدائمة الـ 12 المتبقية كما هو موضح في الخريطة (1).
- أخيراً، المستجمعات الفرعية والجداول الصغيرة والمعزولة والتي تصب بين أحواض الأنهار الرئيسية.
المياه الجوفية (خزانات المياه الجوفية/ الينابيع الرئيسية والتوافر منذ عام 1950)
يجعل معدل هطول الأمطار والتشكيلات الجيولوجية المكشوفة ذات السمات الكارستية والمتصدعة الرئيسية (الشكل 4) من بيئة طبقات الصخور ونفاذ المياه بيئةً مميزة في لبنان، خصوصا حقيقة أن المياه الجوفية هي مصدر رئيسي ومتجدد للمياه.
يتكون خزانا المياه الجوفية الرئيسيان، الجوراسي (J4) والطباشيري (C4-C5)، بشكل أساسي من الحجر الجيري الكارستي وتبلغ مساحتهما المكشوفة حوالي 5,600 كيلومتر مربع داخل لبنان. [1] ويعتبر هذان الخزانان المائيان بمثابة أبراج المياه في البلاد. ومع ذلك، توجد طبقات مياه جوفية شبه محصورة أخرى ولها أهمية محلية. وإجمالاً، فقد تم تحديد 51 حوضاً للمياه الجوفية، ستة منها عبارة عن طبقات مياه جوفية غير منتجة (ويرجع ذلك أساساً إلى التكوين الجيولوجي) و45 عبارة عن طبقات مياه جوفية منتجة (28 في إقليم البحر الأبيض المتوسط (قد يشار إليها بالمنطقة الساحلية في مراجع أخرى) و17 في الإقليم الداخلي).
ومع ذلك، فإن المياه الجوفية تشكل ما يقرب من 50% من إمدادات المياه. وقد أثرّ ذلك على إدارة المياه الجوفية وجودتها. ويبلغ عدد الآبار العامة التي تستخرج المياه الجوفية حوالي 1,325، منها 943 عاملة. كما تم الإبلاغ عن أن حوالي 46% من الآبار تستنزف طبقات المياه الجوفية غير المحددة، و33% تستنزف طبقة المياه الجوفية صنين–معاملتين، و9% تستنزف طبقة كسروان الجوراسية. ويقدر حجم المياه المستخرجة من الآبار العامة بحوالي 270 مليون متر مكعب في السنة. [2]
أما بالنسبة للآبار الخاصة، فقد بلغ عدد الآبار المسجلة في وزارة الطاقة والمياه 20,537 بئراً في عام 2012 (لم يتم تحديث هذا الرقم في الاستراتيجية الوطنية المحدثة لقطاع المياه لعام 2020). ويُعتقد أن عدد الآبار غير القانونية يبلغ ثلاثة أضعاف عدد الآبار المشروعة، حيث تتراوح أعدادها ما بين 55 ألفاً و60 ألفاً. وعلى الرغم من أن الحجم المستخرج من موارد المياه الجوفية عبر الآبار العامة والخاصة يقدر بحوالي 700 مليون متر مكعب، إلا أنه يكاد يكون من المستحيل تقدير هذا الرقم بسبب أوجه الشكوك المختلفة، بما في ذلك عدد الآبار. [1]
وفي ظل التشكيلات الجيولوجية، فقد تم تحديد حوالي 5000 ينبوع وعرضها على الخرائط الطبوغرافية. ومع ذلك، فلا توجد بيانات تدفق موثقة سوى لـ409 ينبوعاً فحسب، ويتم رصد تسعة ينابيع فقط بانتظام للتحقق من جودة المياه وكميتها (أي التدفق). إن هذه الحقيقة تجعل من الصعب للغاية تقدير العائد الإجمالي للينابيع، على الرغم من أن بعض التقديرات تشير إلى أنها تتراوح ما بين 1,200 مليون متر مكعب في الشتاء/ الربيع و200 مليون متر مكعب في الصيف. [2] وتشير التقديرات إلى أنه يتم استخراج حوالي 413 مليون متر مكعب من الينابيع للاستخدام المنزلي بشكلٍ أساسي.
مصادر المياه غير التقليدية (تحلية المياه، وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي وحصاد الأمطار)
ما تزال الموارد المائية غير التقليدية في لبنان غير مستغلة إلى حدٍ كبير على الرغم من الحاجة المُلّحة لاستكشافها. وتظهر الدراسات الحديثة أن 8% فقط من مياه الصرف الصحي المتولدة تتم معالجتها. [2] وتتراوح خيارات الموارد المائية البديلة والزيادة التي تم اقتراحها من إعادة تغذية الخزان الجوفي صناعياً وتجميع مياه الأمطار إلى تحلية المياه وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي. وقد تم إجراء العديد من الدراسات التجريبية على نطاق محلي لهذه الخيارات. ومع ذلك، فلم يحظ أي منها بالاهتمام الوطني اللازم للترويج لها كبديل للمصادر التقليدية.
إجمالي توافر المياه ونصيب الفرد منها
تتضمن البيانات المتعلقة بإجمالي توافر المياه في لبنان الكثير من عدم اليقين، وقد أثيرت أسئلة حول استخدام هذه البيانات. يتم عرض البيانات من مصادر مختلفة في الجدول (1). وقد اعتمدت الاستراتيجية الوطنية المحدثة لقطاع المياه لعام 2020 على نفس الأرقام المدرجة في الاستراتيجية الوطنية لقطاع المياه لعام 2010 وتستند إلى قراءات لا تتوقع أي تغيير في هطول الأمطار.[5]
الهطول المطري | إعادة شحن المياه الجوفية | الجريان | التبخر | |||||
المصدر | مليار متر مكعب | % | مليار متر مكعب | % | مليار متر مكعب | % | مليار متر مكعب | % |
برنامج الأمم المتحدة الإنمائي 2014 - السنة الجافة (2010-2011) | 7.8 | 100 | 4.1 | 53 | 2.1 | 27 | 1.5 | 20 |
برنامج الأمم المتحدة الإنمائي 2014 - السنة الرطبة (2011-2012) | 11.9 | 100 | 6.6 | 56 | 3.8 | 32 | 1.4 | 12 |
منظمة الأغذية والزراعة | 8.6 | 100 | 3.2(i) | 37.2 | 4.1(i) | 47.6 | 1.2 | 14 |
برنامج الأمم المتحدة الإنمائي 1970 | 9.3 | 100 | 3.2 | 35 | 1.09 | 12 | 5.04 | 54(ii) |
الاستراتيجية الوطنية المحدثة لقطاع المياه لعام 2020 | 8.6 | 100 | 1.2(ii) | 14 | 2.9(iv) | 34 | 4.5 | 52 |
الجدول (1): توزيع التقديرات المختلفة لتوافر المياه من دراسات مختلفة. [1] [2] [6]
(i) 2,5 مليار متر مكعب تشكل التدفق عند مستوى قاعدة النهر (مساهمة المياه الجوفية في الجريان السطحي).
(ii) لا يشمل الفاقد الذي أبلغ عنه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في عام 1970 النتح التبخري الحقيقي فحسب، بل أيضاً آبار السحب والتدفقات العائدة (من الاستخدام المنزلي واستخدام الري).
(iii) يشمل الفاقد في المياه الجوفية (700 مليون متر مكعب) وموارد المياه الجوفية المتجددة (500 مليون متر مكعب).
(iv) يشمل تدفق الأنهار العابرة للحدود (700 مليون متر مكعب) وموارد المياه السطحية المتجددة (2,200 مليون متر مكعب).
انخفضت الموارد المائية المتجددة المتاحة في لبنان إلى ما دون عتبة الإجهاد المائي البالغة 1000 متر مكعب للفرد في السنة. كما قد قدرت الاستراتيجية الوطنية لقطاع المياه لعام 2010 إجمالي الموارد المتجددة للفرد سنوياً بـ 926 متر مكعب/ للفرد في السنة ومن المتوقع استمرار هذا الانخفاض، لتصل إلى حوالي 839 متر مكعب/ للفرد في السنة بحلول عام 2015. [6] ومع ذلك، ومنذ ذلك الحين، فقد أدت عدة عوامل مثل النمو السكاني وتقلب المناخ وتدفق اللاجئين والنازحين إلى زيادة الضغط على الموارد المتاحة. تشير أحدث البيانات من عام 2017 إلى توافر المياه بحوالي 704 متر مكعب / للفرد / السنة. [7] وبالإضافة إلى التحديات المتعلقة بضمان إدارة مصادر المياه بشكل كافٍ لتلبية متطلبات القطاعات المختلفة، فإن مستويات التلوث في العديد من أنظمة المياه العذبة جعلت تلبية طلبات مستخدمي المياه أمراً صعباً أو تتطلب معالجة مكلفة قبل استخدامها.
[1] UNDP (United Nations Development Programme), 2014. Assessment of Groundwater Resources of Lebanon.
[2] MoE (Ministry of Environment), 2020. Lebanon State of the Environment and Future Outlook: Turning the Crises into Opportunities (SoER 2020). With UNHCR, UNICEF and UNDP.
[3] Ina, A, n.d. Keserwan, Faqra, karst rock formations, love them. Pinterest.
[4] Shaban, A and Darwish, T, 2011. ‘The role of sinkholes in groundwater recharge in the high mountains of Lebanon.’ Journal of Environmental Hydrology 19:1-11.
[5] Eid-Sabbagh, K and Ray, A, 2021. Breaking Point: The Collapse of Lebanon’s Water Sector. Policy Paper. Triangle.
[6] MoEW (Ministry of Energy and Water), 2010. National Water Sector Strategy.
[7] The World Bank Data, n.d. Renewable internal freshwater resources per capita (cubic meters – Lebanon.
I am text block. Click edit button to change this text. Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit. Ut elit tellus, luctus nec ullamcorper mattis, pulvinar dapibus leo.