مياه الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

البُنية التحتية للمياه في لبنان

سد فاريا شبروح - البُنية التحتية للمياه في لبنان
الصورة 1: سد فاريا شبروح هو سد فوق قرية فاريا بلبنان. 40 كيلومترًا شمال شرق بيروت تم افتتاحه عام 2007. (Source: Kameel Rayes)

السدود وأنظمة الري ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي وحقول الآبار الكبيرة

تقع مشاريع البنية التحتية الكبرى – الرئيسية للمياه قيد الإنشاء حول نهر الليطاني (الخريطة 1). وهي كالآتي:

  1. سد بسري (مشروع معلّق) – جزء من مشروع تزويد بيروت الكبرى بالمياه.
  2. مشروع تزويد بيروت الكبرى بالمياه – تحويل المياه خارج منطقة الحوض.
  3.   مشروع ري البقاع الجنوبي على منسوب 900 متر- ري حوالي 22,000 هكتار من الأراضي داخل حوض نهر الليطاني. تم الانتهاء من مشروع تجريبي يغطي مساحة 2000 هكتار.
  4.  مشروع الليطاني على منسوب 800 متر – ري حوالي 14,000 هكتار من الأراضي في جنوب لبنان (خارج منطقة الحوض).
حوض نهر الليطاني - البُنية التحتية للمياه في لبنان
الخريطة 1: مشاريع البنية التحتية المخطط لها لحوض نهر الليطاني. @Fanack water

حتى عام 2010، كان في لبنان سدان فقط بسعة تخزين إجمالية للمياه السطحية تبلغ 229 مليون متر مكعب، وهما سد القرعون (الذي تم تشييده في الخمسينيات) على نهر الليطاني بسعة تخزين ثابتة تبلغ 220 مليون متر مكعب، وسد شبروح في جبل لبنان، والذي يُجمّع مياه الجريان السطحي ومياه نبع اللبن، بسعة 9 مليون متر مكعب.

بدايةً، قد تم اقتراح تشييد سد القرعون لمياه الشرب والري والطاقة الكهرومائية، ومع ذلك، فقد كان استخدام مياه الشرب محدوداً. ومنذ عام 2016، قد توقف استخدام مياه السد للري بشكل أساسي بسبب رداءة جودة المياه.

وقد اقترحت الاستراتيجية الوطنية لقطاع المياه لعام 2010 ما مجموعه 26 سداً (بما في ذلك شبروح والقرعون). وعلى الرغم من أن استراتيجية عام 2020 تهدف إلى تقليل هذا العدد، إلا أن تسعة سدود قيد الإنشاء حالياً، فضلاً عن 14 سداً مقترحاً للفترة القادمة حتى عام 2035، وبذلك يصل إجمالي عدد السدود إلى 23 سداً. ويبين الجدول (1) عدد السدود وحالتها (السدود القائمة والسدود قيد الإنشاء). ويتمثل الهدف في زيادة مخزون المياه الساكنة إلى حوالي 409 مليون متر مكعب سنوياً عند الانتهاء من السدود قيد الإنشاء. [1]

لطالما كانت السدود في لبنان موضع جدل لسببين رئيسيين: [2]

  • البيانات غير الموثوقة والمتناقضة المتعلقة بالموازنة المائية الوطنية وتوافر المياه، كما هو موضح في القسمين (2) و(4).
  • الاختلاف الكبير في تغذية المياه الجوفية المحسوبة في تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لعام 2014 وتقدير ميزان المياه في التقارير السابقة المستخدمة كمراجع للاستراتيجية الوطنية للمياه والصرف الصحي. والجدير بالذكر أن تغذية المياه الجوفية أعلى بكثير في تجميع ميزانية المياه الجوفية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي مقارنة بأي تقديرات أخرى لمنسوب المياه الجوفية. وقد تم إبراز هذا هنا لأنه، كما أشارت إحدى الدراسات، أن “التقليل من أهمية المياه الجوفية في حساب التوازن المائي في التقارير الرسمية، وعدم استخدام ميزانية المياه الجوفية بدلاً من ذلك، أدى إلى المبالغة في تقدير المياه السطحية. وقد تم استخدام تقديرات الجريان السطحي المتضخمة لاحقاً في الخطاب الداعي إلى بناء السدود لتجميع هذه المياه “التي تتم خسارتها” والمتوجهة إلى البحر.” [2]

ومن بين السدود قيد الإنشاء حالياً، بما في ذلك السدود الأكبر نسبياً، لم يتم الانتهاء من أي منها حتى الآن (الجدول 1). وهي:

  1. سد جنّة على نهر إبراهيم- بدأ تشييده في عام 2013، ويواجه احتجاجاتٍ من قبل السكان المحليين، إذ يرجع ذلك إلى أن البناء بدأ قبل نشر معلوماتٍ عن المشروع أو نشر تقريريّ تقييم الأثر البيئي اللذين تم عليهما اتخاذ قرار البناء وإتاحتهما للجمهور. [3]
  2. سد بسري على نهر الأولي، وهو جزء من مشروع تزويد بيروت الكبرى بالمياه، وهو محل نزاعٍ أيضاً بسبب الآثار والمخاطر الاجتماعية والبيئية المختلفة التي يشكلها. وقد ألغى البنك الدولي جزئياً تمويل السد “بسبب عدم استكمال البنود التي تشكل شروطاً مسبقة للبدء بأعمال البناء.” [4] وعلاوة على ذلك، فقد لوحظ أن خزان السد سيغطي صدع روم النشط، إذ قد يؤدي ذلك إلى “وجود إمكانية هائلة لحركة الصدع تحت محور السد، وتمييع الأرض حول أسسه، وحدوث انزلاقات وانخسافات بالقرب من موقعه، وحدوث الزلازل الناجمة عن الخزان بسبب تغيرات الضغوطات في جوف الأرض.” [5] ويجب إيلاء المزيد من الاهتمام لهذا الموقع، والذي قد يجعل منطقة بسري “موقعاً غير ملائم للغاية لسد بسري المقترح”. [5]
  3. يتم إنشاء سد بلعا في شمال لبنان في منطقة بها العديد من الفجوات الصخرية: المنخفضات والفتحات في الأرض حيث تدخل المياه السطحية وتتسرب إلى المياه الجوفية. كما تم الإبلاغ عن عدم اكتمال أي تقييم للأثر البيئي للسد، [6] والذي كان قيد الإنشاء منذ عام 2014 ولم يكتمل بعد.

الجدول (1): السدود القائمة والسدود قيد الإنشاء في لبنان.[1]

السدالمناطقالتخزين الثابت (مليون متر مكعب)التخزين الديناميكي (مليون متر مكعب)الحالةالاستخدام
بحيرة جورة البلوطبيرت وجبل لبنان0.50.5عاملالشرب/ الري
سد بسريبيرت وجبل لبنان125125قيد الإنشاءالشرب/ الري/ الطاقة الكهرومائية
سد بقعاتابيرت وجبل لبنان612قيد الإنشاءالشرب
سد شبروحبيرت وجبل لبنان911عاملالشرب/ الري
سد جنّةبيرت وجبل لبنان3895قيد الإنشاءالشرب/ الري/ الطاقة الكهرومائية
سد القيسمانيبيرت وجبل لبنان11عاملالشرب
الإجمالي179.5244.5
سد العاصي- المرحلة الأولىالبقاع6363قيد الإنشاءالري
بحيرة اليمونةالبقاع1.451.45عاملالري
الإجمالي64.4564.45
سد بلعاشمال لبنان1.22.2قيد الإنشاءالشرب
سد بريصاشمال لبنان0.80.8يحتاج إلى صيانةالري
بحيرة الكواشرةشمال لبنان0.40.4عاملالري
سد المسيلحةشمال لبنان612قيد الإنشاءالشرب/ الري
الإجمالي8.415.4
سد القرعونالمصلحة الوطنية لنهر الليطاني220300عاملالشرب/ الري/ الطاقة الكهرومائية
الإجمالي409624

أنظمة جمع وتوزيع المياه التقليدية

بشكلٍ عام، تعدّ تغطية شبكة توزيع المياه في لبنان جيدة. واستنادًا إلى رصد الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة (المياه النظيفة والنظافة الصحية) والغاية 6.3.1 على وجه الخصوص (نسبة المياه العادمة المعالجة بطريقة آمنة)، تشير التقديرات إلى أن حوالي 89,6% من السكان لديهم مياه في عقاراتهم. [7] ومع ذلك، فإن هذه الشبكات قديمة والتسرب فيها مرتفع، وتتراوح نسبة المياه غير المحسوبة بين 40% و55%. [1]

الجدول (2): نظرة عامة على حالة شبكة مياه مؤسسة المياه الإقليمية. [1]

الوصفبيروت وجبل لبنانالبقاعشمال لبنانجنوب لبنان
عدد القرى533250457385
عدد السكان التقديري في منطقة الخدمة2,907,000750,0001,716,0001,200,000
عدد السكان التقديري المزودين بالخدمة2,667,758390,425561,569792,000
عدد السكان التقديري الذين تصلهم مياه إلى الصنابير من مصدر غير معروف (%)8486734
المياه غير المحسوبة حسب التقديرات (%)40-30484655

وبالنسبة لمياه الصرف الصحي، فإن نسبة السكان الذين يعيشون في منازل متصلة بشبكة الصرف الصحي تبلغ حوالي 60%. [1] وفي المناطق غير الموصولة بالشبكة، هناك اعتماد على خزانات الصرف الصحي. [1] ومع ذلك، فتكمن المشكلة هنا في تشغيل محطات معالجة مياه الصرف الصحي، فمن بين 78 محطة معالجة لمياه الصرف الصحي الحالية بسعة 664 متر مكعب/ اليوم، فإن هناك 11 محطة فقط تعالج ما بعد المستوى الأول، بينما تصرّف الكمية بأكملها نحو المسطحات المائية المفتوحة. [1] وعلى المستوى الصناعي، فلم يتم تركيب محطات معالجة مياه الصرف الصحي في أي من المناطق الصناعية المخصصة البالغ عددها 133 منطقة. ويلخص الشكل (1) حالة محطات معالجة مياه الصرف الصحي كما وردت في الإستراتيجية الوطنية المحدثة لقطاع المياه لعام 2020.

الشكل (1): حالة محطات معالجة مياه الصرف الصحي في لبنان.

بحيرة القرعون - البُنية التحتية للمياه في لبنان
الصورة 2: بحيرة القرعون الاصطناعية تجري في أنبوب الفائض بالقرب من السد في غرب سهل البقاع في لبنان. ( Source: JOSEPH EID _ AFP photo)

المشاريع المخطط لها

قد تم التخطيط للعديد من المشاريع في الإستراتيجية الوطنية المحدثة لقطاع المياه لعام 2020، [8] والتي تتعلق بخمسة مواضيع رئيسية:

  1. حوكمة القطاع: تنفيذ إصلاح الإطار القانوني والتنظيمي (قانون المياه)، وترشيد إطار الوصاية بهدف خلق توزيع واضح بين الأنشطة التشغيلية والتنظيمية، ووضع آليات مناسبة لمراقبة الأداء.
  2. المالية والتجارية: إجراء تعداد العملاء والمستخدمين، وتنفيذ التعريفات القائمة على الاستهلاك لخدمات المياه ومراجعة هيكل التعرفة لخدمات الصرف الصحي.
  3. الإبلاغ والرصد: تعزيز مراقبة القطاع وشفافية القطاع وتنسيق القطاع والتواصل مع المستخدمين.
  4. بناء القدرات: تعزيز قدرات الرصد لوزارة الطاقة والمياه، وتبسيط وهيكلة التنظيم الداخلي والإدارة لمؤسسات المياه.
  5. تشغيل وإدارة المرافق والخدمات: تحسين التحكم في تكاليف التشغيل واعتماد إطار عمل مشترك لإدارة مياه الصرف الصحي.

كما قد تم اقتراح مشاريع أخرى للبنية التحتية، والتي تنقسم إلى ثلاث قطاعات: المياه ومياه الصرف الصحي والري. وللمشاريع أولويات مختلفة حسب الضرورات والتأثير.

وتشمل مشاريع المياه: تطوير وتوسيع مصادر المياه لتغطية احتياجات مياه الشرب، وتوفير سعة تخزين كافية للمياه، وتوفير خطوط نقل رئيسية مناسبة عن طريق زيادة سعة الخطوط الحالية أو استبدال الخطوط القديمة جداً، وبناء شبكات التوزيع، ومراقبة خطوط النقل والتوزيع الرئيسية من خلال تركيب عدادات مياه، بحسب المنطقة، للتحكم بشكل أفضل في حالات التسرب وعزلها.

وتشمل مشاريع مياه الصرف الصحي: تنفيذ محطات معالجة مياه الصرف الصحي وشبكات الصرف الصحي في المناطق المكتظة بالسكان، وتوسيع وتحديث محطات معالجة مياه الصرف الصحي الحالية الرئيسية.

وتشمل مشاريع الري: إعادة تأهيل قنوات الري الخرسانية القائمة، وإنشاء قنوات أو أنابيب جديدة للري، وزيادة وفرة الموارد المائية وإنشاء جميع الأعمال ذات الصلة، وبناء شبكات جديدة وتطوير موارد جديدة (بما في ذلك السدود) للتوسع المحتمل في المستقبل.

وقد تم اقتراح السدود كمورد مائي جديد لتغطية الاحتياجات المائية المستقبلية وتعويض العجز المائي. وتنص الإستراتيجية الوطنية المحدثة لقطاع المياه لعام 2020 بوضوح على أن تخزين المياه السطحية يمثل أولوية إستراتيجية، وأن بناء مرافق التخزين مُشَجِّع كخيار أول لتلبية احتياجات المياه. وتعتبر المياه الجوفية بمثابة احتياطي استراتيجي للأجيال القادمة.[8]

[1] MoE (Ministry of Environment), 2020. Lebanon State of the Environment and Future Outlook: Turning the Crises into Opportunities (SoER 2020). With UNHCR, UNICEF and UNDP.
[2] Riachi, R, 2016. ‘Water policies and politics in Lebanon: where is groundwater?’ IWMI Project Report No. 9. International Water Management Institute (IWMI).
[3] Environmental Justice Atlas, n.d. Janna Dam, Lebanon.
[4] The World Bank, 2020. Cancellation of Water Supply Augmentation Project (Bisri Dam Project).
[5] Nemer, T, 2019. ‘The Bisri dam project: A dam on the seismogenic Roum fault, Lebanon.’ Engineering Geology 261: 105270.
[6] Allaw, S, 2020. ‘Lebanon Dam Business: Destroying the Environment and Squandering Public Funds.’ The Legal Agenda. Published on 18 March 2020.
[7] WHO (World Health Organization) and UN-Habitat, 2020. Sustainable Development Goal 6 Monitoring. Lebanon – 2020 Country Estimate.
[8] MoEW (Ministry of Energy and Water), 2020. National Water Sector Strategy Update 2020.