تواجه مصر احتمال ندرة المياه الشديدة بحلول عام 2025 لعدة أسباب. وهي تشمل بناء سد النهضة الإثيوبي، وزيادة عدد السكان والتغير المناخي. ومن المتوقع أن تنخفض إمدادات المياه في مصر إلى أقل من 500 متر مكعب للفرد سنويًا بحلول عام 2025 ، وهي حالة يشير إليها علماء الهيدرولوجيا باسم “الندرة المطلقة”.
وقد كشفت وزارة الموارد المائية والري، وهي الهيئة المسئولة عن إدارة المياه، عن نطاق قضايا إدارة المياه في مصر. ووفقًا للوزارة، فإن أكثر من 97٪ من موارد المياه المتجددة في البلاد تنشأ خارج حدودها، في حين أن معدل هطول الأمطار لا يتجاوز 1.3 مليار متر مكعب سنويًا، وهو ما يمثل 2.3٪ فقط من إمدادات المياه في مصر. وقد أكدت الوزارة أن ذلك نتيجة لتأثيرات التغير المناخي، والتي تشمل ارتفاع درجات الحرارة وما يصاحبها من زيادة استخدام المياه، فضلاً عن التأثير غير المتوقع على معدلات هطول الأمطار بالقرب من منابع النيل.[1]
كما قد أوضحت الحكومة أن هناك نقصًا في الغذاء يزيد عن 10 مليارات دولار، الأمر الذي يتطلب من مصر استيراد 60٪ من غذائها، وأن مصر على شفا ندرة مطلقة في المياه، مع عجز مائي يقارب 21 مليار مكعب متر سنويا. ويقدر البنك الدولي أن 14.5٪ من الناتج المحلي الإجمالي لمصر في عام 2020 قد جاء من الزراعة والغابات وصيد الأسماك ، والتي توظف مجتمعة ما يقرب من ربع سكان البلاد البالغ عددهم 102.3 مليون نسمة.[2]
سد النهضة الإثيوبي
قد أظهرت معظم الدراسات الحديثة أن مشروع سد النهضة سيزيد الضغط بشكل كبير على موارد مصر المائية، ويعرض تلك الموارد للخطر ويعرض الاقتصاد المصري ككل للخطر.[3] وقد قدّرت دراسة حديثة [4] أن متوسط إجمالي عجز الميزانية السنوية للمياه لمصر خلال فترة ملء سد النهضة سيبلغ حوالي 31 مليار متر مكعب سنويًا ، أو أكثر من ثلث إجمالي ميزانية المياه الحالية لمصر. وقد أخذ هذا التقدير في الاعتبار انسحاب المياه نحو التصدعات الموجودة في الصخور أسفل وحول خزان سد النهضة بالإضافة إلى عجز المياه الجوهري فى مصر، ولكن لم يتم حساب جهود التخفيف الممكنة من قبل السلطات المصرية.
المشاريع القائمة في حوض النيل
يتم حالياً تنفيذ العديد من الأنشطة والمشاريع في حوض النيل، والتي قد يكون لها تأثير سلبي على كمية مياه النيل المتدفقة إلى مصر. وقد ذكرت إحدى الدراسات الحديثة [5] أن أنشطة تنمية الطاقة الكهرومائية والري في حوض بارو أكوبو-سوباط (Paro Akobo-Sobat)، وهو جزء من حوض النيل الشرقي الذي يصرف المياه إلى النيل الأبيض، يمكنها أن تقلل التدفق الواصل إلى أسوان بمعدل 3.6 كيلومتر مكعب في السنة.
السكان والطلب على المياه
قد كشفت الدراسات الحديثة أن معدل النمو السكاني المرتفع هو أحد أهم العوامل في تفاقم نقص المياه في المستقبل.[6] ويمكن أن تساعد معدلات النمو البطيئة من خلال الاستراتيجيات التي يتم ممارستها مثل تعزيز الرعاية الصحية والتعليم في الحفاظ على نصيب الفرد من المياه، وهو مؤشر مهم لندرة المياه.
التغير المناخي
سيؤدي تغير المناخ إلى زيادة الضغط على الموارد المائية في مصر. وبحلول نهاية القرن الحادي والعشرين، فمن المتوقع أن ينخفض هطول الأمطار في حوض النيل بنسبة تصل إلى 40٪.[7] ونتيجة لذلك ، فمن المتوقع أن ينخفض التدفق السنوي إلى بحيرة السد العالي بنسبة 16٪.
الفاقد من شبكات المياه
تعتبر قضية تسرب المياه من شبكات مياه الشرب عنصرا هاما في ملف المياه المعقد، خاصة بالنظر إلى النقص الحاد بالفعل في الموارد المائية. وقد كشف تقرير المراجعة السنوية لــ “هيئة إحصاءات مياه الشرب والصرف الصحي” لعام 2016 عن أزمة هدر مياه الشرب في جميع محافظات مصر، حيث قد بلغت نسبة الفاقد من المياه حوالي 29.7٪ على المستوى القومي من إجمالي الكمية المنتجة، وهو ما يصل إلى 9.3 مليار متر مكعب. [8] كما قد أشار تقرير المراجعة إلى أن صعيد مصر قد فقد نحو ثلث إنتاجه في عام 2016 ، على الرغم من قلة الكميات التي تنتجها محطات المياه في تلك المناطق.
[1] Novo, C. Egypt to invest $50 billion in drinking water by 2037. 2019; Available from: https://smartwatermagazine.com/news/smart-water-magazine/egypt-invest-50-billion-drinking-water-2037.
[2] Schneider, T. Unravelling Egypt’s water crisis. 2022; Available from: https://borgenproject.org/egypts-water-crisis/.
[3] Aziz, S.A., Zeleňáková, M., et al., 2019.Assessing the potential impacts of the Grand Ethiopian Renaissance Dam on water resources and soil salinity in the Nile Delta, Egypt. Sustainability, 11(24): 7050.
[4] Heggy, E., Sharkawy, Z., et al., 2021.Egypt’s water budget deficit and suggested mitigation policies for the Grand Ethiopian Renaissance Dam filling scenarios. Environmental Research Letters, 16: 074022.
[5] Abdelkader, A., Haggag, M., et al., 2023.Assessment of the impacts of proposed water resources development projects in Baro-Akobo-Sobat basin on Nile inflows at High Aswan Dam. Journal of Hydrology: Regional Studies, 46: 101335.
[6] Dolan, F., Lamontagne, J., et al., 2021.Evaluating the economic impact of water scarcity in a changing world. Nature communications, 12(1): 1915.
[7] Beyene, T., Lettenmaier, D.P., et al., 2010.Hydrologic impacts of climate change on the Nile River Basin: implications of the 2007 IPCC scenarios. Climatic change, 100(3-4): 433-461.
[8] Foad, a.B.H., 2019.Water consumption in Egypt “Reality and indicators”, in Almarsad Almasry. Cairo, Egypt.