مياه الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

جودة المياه في لبنان

جونية ، لبنان - جودة المياه في لبنان
الصورة 1: منظر جوي لجونية ، محافظة جبل لبنان، لبنان. (Source: Jo Kassis, Pexels)

جودة المياه السطحية

تتفاوت جودة المياه السطحية تفاوتاً كبيراً بين مختلف الأنهار وبين الفصول اعتماداً على تدفق النهر. وبشكلٍ عام، تكون مستويات تلوث الأنهار في أعلى مستوياتها خلال فصل الصيف عندما يكون تدفق النهر في أدنى مستوياته. ومع ذلك، لا يزال عبء التلوث مرتفعاً خلال فصل الشتاء.

تتمثل المصادر الرئيسية للتلوث في مياه الصرف الصحي المنزلية، والنفايات الصلبة، والتلوث من المصادر الثابتة من المنشآت الصناعية، ومنشآت الرعاية الصحية والسياحية والمحاجر. وتعتبر الملوثات غير محددة المصدر مثل الجريان السطحي للمخلفات الزراعية مصدراً رئيسياً للتلوث حول المناطق الزراعية (بشكل رئيسي في سهل البقاع).

تؤدي الملوثات المختلفة إلى أنواع مختلفة من التلوث، فعلى سبيل المثال، تم توثيق التلوث الميكروبيولوجي في 11 نهراً (نهر العاصي، والكبير، والبارد، وعرقا، وأبو علي، وإبراهيم، وأنطلياس، وبيروت، والدامور، والأولي، والليطاني)، والذي يرجع بشكلٍ أساسي إلى تصريف مياه الصرف الصحي المنزلية غير المعالجة. بالإضافة إلى ذلك، تم الإبلاغ عن ارتفاع الطلب الكيميائي الحيوي على الأكسجين ومستويات المغذيات في معظم المسطحات المائية. وعلاوة على ذلك، وعلى الرغم من عدم دراستها جيداً، فقد تم العثور على معادن ثقيلة مثل النحاس والزنك والسترونتيوم والكروم والنيكل في نهر الكبير في شمال لبنان.[1]

يُنظر إلى نهر الليطاني باعتباره مكوناً رئيسياً في التنمية الاجتماعية والاقتصادية في لبنان، ويرجع ذلك إلى موقعه الجغرافي وامتداده من الداخل إلى المنطقة الساحلية وتنوع الأسطح الطبوغرافية التي يعبرها. وعلى الرغم من هذه الدلالة، إلا أن النهر يعاني من مستويات عالية من التلوث. فعلى سبيل المثال، يقع سد القرعون، أكبر سدٍ في لبنان، على النهر ويقسمه إلى قسمين. تشير التقديرات إلى تدفق حوالي 45,5 مليون متر مكعب من مياه الصرف المنزلية و3,7 مليون متر مكعب من مياه الصرف الصناعي إلى حوض الليطاني العلوي، والتي يتم تصريفها دون معالجة في النهر. علاوةً على ذلك، ونظراً لأن النهر يمر عبر وسط سهل البقاع، وهي منطقة زراعية رئيسية، فقد تم الإبلاغ عن التلوث الناتج عن الاستخدام المكثف للمبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب (ما يصل إلى ضعف القيم الموصى بها) والأسمدة (ثلاثة أضعاف ما هو موصى به) على نطاق واسع في النهر.[2]

كما تتأثر المنطقة الساحلية على نطاق واسع بالتلوث وتصريف مياه الصرف الصحي غير المعالجة والنفايات الصلبة. وتشير التقديرات إلى أن حوالي 65% من إجمالي مياه الصرف المنزلية الناتجة يتم تصريفها في البحر من خلال 53 نقطة تدفق خارجية على طول الساحل.

جودة المياه الجوفية

قد تدهورت جودة المياه الجوفية في لبنان بسبب الإفراط في الاستخراج والتلوث البشري، حيث يؤدي السحب الجائر في المناطق الساحلية إلى تسرب مياه البحر، مما يؤثر على خزانات المياه الجوفية الرئيسية.[2]

أما في المناطق الزراعية، فيشكل التلوث بالنترات تهديداً رئيسياً لموارد المياه الجوفية. وقد تم ورود تقارير عن هذا بشكل رئيسي في سهل البقاع.

علاوة على ذلك، فإن الطبيعة الكارستية لخزانات المياه الجوفية تجعلها أكثر عرضة للتلوث البكتيري، والذي يرتبط جزئياً بمعدلات ترشيح التربة المنخفضة. ومن بين 31 نقطة تم أخذ عينات منها على طول الساحل، فقد وجِدَت مستويات أعلى من المتوسط من القولونيات البرازية في 17 نقطة.[2]

شبكة الصرف الصحي ومعالجة مياه الصرف الصحي

وفقاً للاستراتيجية الوطنية لقطاع المياه لعام 2010، قد أنتج لبنان حوالي 310 مليون متر مكعب من مياه الصرف الصحي، منها 250 مليون متر مكعب مياه منزلية و60 مليون متر مكعب صناعية. [2] ومن إجمالي مياه الصرف الصحي الناتجة، تم تقدير معالجة 8% منها فقط، على الرغم من أن حوالي 60% من السكان متصلين بشبكة تجميع مياه الصرف الصحي، [2] حيث إن غالبية هذه الشبكات تصرّف مياه الصرف الصحي غير المعالجة في الأنهار والمناطق الساحلية. وتشير التقديرات إلى وجود أكثر من 53 مخرج لتصريف مياه الصرف الصحي على طول الساحل. [1] وتعتمد المناطق التي لا تغطيها شبكات الصرف الصحي بشكل أساسي على خزانات الصرف الصحي والحفر الامتصاصية التي تشكل مخاطر تلوث عالية للمياه الجوفية بسبب التسرب. إن أحد الأسباب الرئيسية لانخفاض معدل معالجة مياه الصرف الصحي هو النقص في وجود اتصال بين شبكات الصرف الصحي الحالية ومحطات المعالجة التشغيلية. تشير التقديرات إلى أنه من بين المنازل الموصولة بشبكة الصرف الصحي، فإن أقل من 30% تصل فعلياً إلى أي من محطات المعالجة العاملة. [3] وبالإضافة إلى ذلك، فإن عوامل مثل نقص الكهرباء ونقص الأيدي العاملة المدربة ومحدودية القدرات المالية على تشغيل هذه المرافق تساهم أيضاَ في تفاقم المشكلة. وبناءً على ذلك، فإن تصريف مياه الصرف الصحي المنزلية والصناعية غير المعالجة منتشر على نطاق واسع في جميع أنحاء لبنان ويعتبر مصدراً رئيسياً لتدهور جودة المياه لموارد المياه الساحلية والسطحية والجوفية.

المخاطر البيئية والصحية

يشكل تدني جودة المياه في معظم موارد المياه في لبنان تهديداً كبيراً على البيئة والصحة العامة. إن هذه المخاطر واضحة بالفعل، مع وجود حالات من الأمراض المنقولة بالمياه بما في ذلك الزحار والتهاب الكبد الوبائي (أ) وداء الليشمانيات، والتيفوئيد، والتي تصيب الأطفال بشكل رئيسي.[4]

وعلاوةً على ذلك، فقد تم حظر الصيد في بحيرة القرعون، خزان نهر الليطاني، منذ عام 2018. وفي عام 2021، قد جرفت المياه حوالي 40 طناً من الأسماك النافقة على شاطئ البحيرة – إذ لم تكن هذه المرة الأولى التي تحصل بها مثل هذه الكارثة، حيث يُعزى ما حصل إلى التلوث الشديد من النفايات المنزلية والصناعية السامة التي يتم تصريفها في النهر والتي تتراكم في الخزان. فضلاً عن ذلك، فقد تم الإبلاغ عن فرط الإغناء بالمغذيات وانخفاض التنوع البيولوجي للعوالق النباتية وتكاثر البكتيريا الزرقاء السامة في الخزان. بالإضافة إلى ذلك، فغالباً ما يتجاوز إجمالي تركيز بكتيريا الكوليفورم 5000 بكتيريا قولونية لكل 100 مل ونسبة المغذيات أعلى بثماني مرات من الإرشادات الدولية.[5]

وادي البقاع في لبنان - جودة المياه في لبنان
الصورة 2: مع وكالة فرانس برس قصة كريم أبو مرعي تظهر صورة التقطت في 14 أبريل 2014 بحيرة القرعون الاصطناعية في سهل البقاع في لبنان. يستعد لبنان لموجة جفاف في الصيف ، بعد شتاء جاف قياسي تفاقم بسبب التدفق الهائل للاجئين السوريين ومشاكل إدارة المياه التي طال أمدها. (Source: JOSEPH EID_AFP photo)

[1] MoEW (Ministry of Energy and Water), 2010. National Water Sector Strategy.
[2] MoE (Ministry of Environment), 2020. Lebanon State of the Environment and Future Outlook: Turning the Crises into Opportunities (SoER 2020). With UNHCR, UNICEF and UNDP.
[3] Government of Lebanon and United Nations, 2019. Lebanon Crisis Response Plan 2017-2020 (2019 update).
[4] UNICEF Lebanon, n.d. Water, Sanitation and Hygiene Program.
[5] Shaban, A and Nassif, N, 2007. ‘Pollution in Qaraaoun lake, Central Lebanon.’ Journal of Environmental Hydrology 15: 1-14.
[6] Reuters, 2021. ‘Tonnes of dead fish wash up on shore of polluted Lebanese lake.’ Published 30 April 2021.