مياه الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

جودة المياه في الإمارات العربية المتحدة

water quality in UAE
Photo 1: Salt pan in Liwa Desert, UAE (Source: Obaid Obaid, Flickr)

الصورة(1): أحواض الملح ، صحراء ليوا، الإمارات (المصدر: Obaid Obaid, Flickr).

جودة المياه الجوفية

تتراوح جودة المياه الجوفية في أنظمة طبقات المياه الجوفية الضحلة والعميقة، لاسيما في منطقة الباجادا، بين 600 إلى 2000 جزء في المليون. وتعتبر جودة المياه المنزلية واحدة من الأفضل في العالم، إذ تصل إلى 96%.[1]

تمثل المياه الجوفية ما نسبته 44% من إجمالي الموارد المائية المستخدمة. وقد كان هناك انخفاض كبير في مستويات المياه الجوفية والذي بلغ نحو 10 أمتار في العقد الواحد حتى منتصف تسعينيات القرن الماضي، و70 متراً منذ ذلك الحين.[2] وحالياً، تستهلك دولة الإمارات العربية المتحدة احتياطيات المياه الجوفية أسرع بأكثر من 20 مرة من قدرتها على إعادة التغذية.[3]

يعتبر قطاع الزراعة المستهلك الأكبر للمياه، حيث يمثل 34% من إجمالي استهلاك المياه. كما أنه أحد المساهمين الرئيسيين في تدهور جودة المياه، وذلك بسبب الضخ الجائر للمياه للزراعة، ونتيجةً لذلك فقد ارتفعت الملوحة ونسبة المواد الكيميائية في المياه. ووفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، فقد “انخفض منسوب المياه الجوفية من 60 متراً إلى 80 متراً في الحمرانية وجبل الحبن في الإمارات الشمالية بسبب الأنشطة الزراعية المكثفة.”[4] وعلاوة على ذلك، فقد كشفت هيئة البيئة – أبوظبي عن حدوث انخفاض في منسوب المياه في الخزنة غرب العين من 56 متراً في العام 1999 إلى 96 متراً في العام 2014،[5] فضلاً عن انخفاض منسوب مياه سويحان من 46 متراً في عام 1998 إلى 104 أمتار في عام 2013.[6]

يُقدر التدفق المرتجع من الري إلى خزان المياه الجوفية بمتوسط يبلغ 25% من إجمالي المياه المستخدمة. وعلى الرغم من أن التدفق المرتجع هذا يزيد من إعادة تغذية المياه الجوفية، إلا أنه يقلل من جودة المياه. يرجع ذلك إلى أن المياه رديئة الجودة المتسربة تعمل على إذابة الأملاح من التربة والطبقات السفلية وتحملها إلى طبقات المياه الجوفية التي تحتوي على مياه عذبة نسبياً. توضح الخريطة (1) ملوحة المياه الجوفية في جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة.

كانت المياه الجوفية، ولا تزال، أحد مصادر المياه الرئيسية في الإمارات العربية المتحدة، ولكن بسبب التوسع السريع في المناطق الزراعية على وجه الخصوص، حصلت مشكلتان بيئيتان رئيسيتان، وهما: 1- الضخ الجائر للمياه الجوفية للزراعة، مما أدى إلى انخفاض حاد في مستويات المياه في خزانات المياه العذبة الجوفية؛ و2- تسرب المياه المالحة من البحر في المناطق الساحلية (بالقرب من السَّبَخَة (الأهوار) إلى طبقات المياه الجوفية الضحلة.

الخريطة (1): ملوحة المياه الجوفية في جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة.[7]

التلوث البيئي

التلوث من مياه الصرف الصحي

بينما يبدو معدل تغطية خدمات الصرف الصحي الأساسية مرتفعاً إلى حدٍ بعيد، فإن جزءاً كبيراً نسبياً من البلاد مغطى بمرافق الصرف الصحي في الموقع مثل خزانات الصرف الصحي وحفر الامتصاص التي قد لا توفر تدابير كافية لمكافحة تلوث المياه في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية. ويتم تصريف مياه الصرف الصحي البلدية من المراكز الحضرية إما إلى البحر في المدن الساحلية أو إلى القنوات الفيضية في المدن والبلدات الداخلية. وفي المناطق الريفية، أدت خزانات الصرف الصحي والبواليع التي تم تشييدها وصيانتها بشكل غير سليم إلى ترشيح النفايات السائلة إلى طبقات المياه الجوفية الضحلة وإلى تلوث إمدادات المياه. ونتيجةً لذلك، تلوثت طبقات المياه الجوفية الضحلة من الاستخدام المركز لأنظمة الصرف الصحي في بعض المناطق، مما أدى إلى ارتفاع مستويات النترات في احتياطيات المياه الجوفية الضحلة.

وعلاوة على ذلك، أدت ملوحة التربة الناتجة عن التدهور في نوعية المياه الجوفية المستخدمة في الري إلى انخفاضٍ عام في الأراضي المزروعة. وتزداد مشاکل تشبع التربة بالمياه وازدياد ملوحة المياه بمعدلٍ مرتفع، مما يؤكد على الحاجة الملحة لدراسة متطلبات الصرف، في كلٍ من المناطق الزراعية ومناطق المناظر الطبيعية المصممة، وإقناع المزارعين/ المستهلكين بالحاجة إلى مرافق صرف مناسبة.

تلوث المياه الجوفية

ينتج تلوث المياه الجوفية عن عدة عوامل، أهمها الإفراط في ضخ الآبار. وتتضمن العوامل الأخرى تسرب مياه البحر، وعوائد الري، والاستخدام المفرط للمواد الكيماوية، وارتفاع معدلات التبخر، والنفايات السائلة من خزانات الصرف الصحي.

كما أدى استخراج المياه الجوفية بما يتجاوز مستويات المردود الآمن إلى تلوث خزانات المياه الجوفية الموجودة. ويرجع ذلك إلى تسرب مياه البحر والمياه قليلة الملوحة والمياه المالحة الصاعدة من الطبقات الجوفية السفلى. وقد تم هجر العديد من الآبار نتيجة تسرب مياه البحر.

الآثار البيئية لمحطات تحلية المياه

تستهلك محطات تحلية المياه كمية كبيرة من الطاقة، كما أن تكلفة رأس المال ومتطلبات توفير حيز لها مرتفعة نسبياً أيضاً. وهناك العديد من الآثار البيئية السلبية المحتملة من محطات التحلية، مثل التأثير السلبي على استخدام الأراضي، حيث أن معظم المصانع تقع بالقرب من الشاطئ، والتي تستخدم كمواقع للمنشآت الصناعية ومحطات الضخ بدلاً من الترفيه والسياحة. ومن الاعتبارات الأخرى تأثير ضوضاء محطات تحلية المياه خاصة إذا ما كانت تقع بالقرب من المناطق المأهولة بالسكان أو المناطق السياحية. وإذا ما تم بناء محطة تحلية داخلية، فإن أي تسرب من الأنابيب قد يؤدي إلى تغلغل المياه المالحة إلى طبقة المياه الجوفية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن هناك آثار سلبية على البيئة البحرية بسبب رفض المحلول الملحي، وهو نتيجة ثانوية لعملية تحلية المياه المالحة ويحتوي على المياه قليلة الملوحة والمواد الكيميائية.

ويمكن لتصريف أي مواد كيميائية تُضاف إلى عملية التحلية للحد من الترسيب (ترسب الجزيئات على الغشاء مما يتسبب في سده) والتأكسد إلى هذه المسطحات المائية أن يؤثر سلباً على التنوع البيولوجي البحري. وبالمثل، يمكن لمحطات تحلية المياه قليلة الملوحة الداخلية أن تواجه أيضاً تحديات كبيرة في التخلص من تصريف المحلول الملحي بطريقة آمنة وتحمل تكاليف معالجة ضخمة.[8]

[1] UAEZOOM, 2016. ‘96% is the ratio of tap water quality in Abu Dhabi.’ Available at www.uaezoom.com/articles/جودة-مياه-الصنبور-في-أبوظبي/, accessed 11 March. 2017.
[2] Ministry of Environment and Water, 2015. UAE State of Environment Report.
[3] Gulf Business, 1 May 2016. ‘UAE eyes man-made mountain to maximise rainfall.’ Available at http://gulfbusiness.com/uae-eyes-man-made-mountain-to-maximise-rainfall/, accessed 19 January 2017.
[4] The National, 21 February 2015. ‘Groundwater at danger level in UAE.’ Available at www.thenational.ae/uae/groundwater-at-danger-level-in-uae, accessed 21 January 2017.
[5] Ibid.
[6] Ibid.
[7] Ministry of Environment and Water, 2015. UAE State of Environment Report.
[8] Abdel Raouf, M., 2009. ‘Water Issues in the Gulf: Time for Action.’ Middle East Institute, Washington, DC.