مياه الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

ما الذي يحمله المستقبل للمياه في السعودية؟

صبيا، مستقبل المياه في السعودية
الصورة 1: غروب الشمس في مزرعة سعودية في صبيا ، السعودية.

على الرغم من أن أكثر من 97% من السكان يمكنهم الوصول إلى المياه العذبة في المملكة العربية السعودية، إلا أن قطاع المياه يزخر بالعديد من المشاكل الرئيسية، إذ يشمل هذا عدم وجود موارد مياه متجددة موثوقة، وخزانات المياه الجوفية المستنفدة، والاستهلاك غير المستدام للمياه في الزراعة، وارتفاع نصيب الفرد من استهلاك المياه (263 لتراً/ للفرد في عام 2019)[1] وارتفاع الفاقد المائي. وعلاوةً على ذلك، تعتمد المملكة العربية السعودية بشكلٍ كبير على تحلية مياه البحر لتلبية متطلباتها المتزايدة. ومع ذلك، فإن تحلية المياه مكلفة وغير مستدامة، حيث تمثل 10-20% من استهلاك الطاقة في البلاد. تعادل تكاليف المياه المنخفضة التي يدفعها المستخدمون النهائيون ما نسبته 5-10% من تكاليف الإنتاج الفعلية في القطاع العام، مما أدى إلى الاستهلاك غير الرشيد للمياه.[2]

الخطوط العريضة لاستراتيجية طويلة المدى

الاستراتيجية الوطنية للمياه
طورت وزارة البيئة والمياه والزراعة الاستراتيجية الوطنية السعودية للمياه 2030. والهدف الرئيسي للاستراتيجية هو تحقيق “قطاع مياه مستدام، وحماية الموارد الطبيعية والبيئة في المملكة وتوفير إمدادات فعالة من حيث التكلفة وخدمات عالية الجودة.” تم تفصيل هذا الهدف بشكل أكبر في خمسة أهداف إستراتيجية:

  1.  ضمان الوصول المستمرّ إلى كميات كافية من المياه المؤمنة في الحالات العادية وفي حالات الطوارئ.
  2.  تحسين إدارة الطلب على المياه في جميع الاستخدامات.
  3.  تقديم خدمات مياه وصرف صحي عالية الجودة وموفِرة للكلفة لضمان أسعار مقبولة.
  4.  المحافظة على موارد المياه وتحسين استخدامها مع المحافظة على البيئة المحلية لما فيه مصلحة المجتمع السعودي حاليا ومستقبلا.
  5.  ضمان تنافسية قطاع المياه ومساهمته الإيجابية في الاقتصاد الوطني من خلال تعزيز الحوكمة الفعالة ومشاركة القطاع الخاص وتوطين القدرات والابتكار.

لتحقيق الأهداف المذكورة سابقاً، قامت الاستراتيجية أيضاً بصياغة عشرة برامج استراتيجية. تم تلخيصها في الجدول (1).

الجدول (1): البرامج الإستراتيجية ضمن الإستراتيجية الوطنية للمياه.[3]

اسم البرنامجالهدف المسؤولية
نظام المياه واللوائح التنظيمية لإدارة الموارد المائية تقديم سلسلة شاملة من السياسات وتنفيذ إطار قانوني وتشريعي مناسب لإدارة الموارد المائية.وزارة البيئة والمياه والزراعة
إدارة الموارد المائيةتنفيذ الإدارة المتكاملة للموارد والتخطيط على المستوى الوطني والاستخدام الأمثل للموارد المائية المتاحة.وزارة البيئة والمياه والزراعة
جاهزية القطاع لإدارة حالات الطوارئضمان استمرار جاهزية قطاعات المياه والصرف الصحي لمواجهة أيّ تعطّل في العمليات اليومية الاعتيادية.وزارة البيئة والمياه والزراعة
البحث والتطوير وبناء القدراتالارتقاء بالبحوث والتطوير والتوطين وعلى تحسين قدرات القيادة وإدارة المياه.وزارة البيئة والمياه والزراعة
كفاءة سلسلة التوريد وجودة الخدمةتحسين عمليات القطاع وتقديم الخدمات.وزارة البيئة والمياه والزراعة
اللوائح التنظيمية لخدمات المياهالحرص على أداء الجهة الناظمة، أي هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج، لدورها في تنظيم خدمات المياه والكهرباء والإنتاج المزدوج.هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج
إعادة هيكلة المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحةيجري تطوير هذا البرنامج في إطار استراتيجية تخصيص المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة. وينضوي على إعادة هيكلة وتحوّل المؤسسة لتحقيق المهمّة المُناطة بها.المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة
إشراك القطاع الخاص في الإنتاج ومعالجة مياه الصرف الصحيتجميع أصول الإنتاج ومعالجة مياه الصرف الصحي لأهداف التخصيص.شركة الماء والكهرباء
إعادة هيكلة التوزيع وإشراك القطاع الخاص تحويل بنية قطاع التوزيع عبر مواءمة مرافق التوزيع وضمان استعدادها لعملية التخصيص.شركة المياه الوطنية
إعادة هيكلة المؤسسة العامة للري وتحسين الريإعادة هيكلة هيئة الري السعودية لتوسيع الدور المناط بها.هيئة الري السعودية

البرنامج الوطني لترشيد استهلاك المياه (قطرة)
في عام 2019، أطلقت شركة المياه الوطنية برنامج “قطرة،” وهو برنامج تحول وطني للحفاظ على المياه كمورد وطني بما يتماشى مع أهداف الاستراتيجية الوطنية للمياه 2030. يهدف برنامج قطرة إلى خفض الاستهلاك اليومي للفرد إلى 200 لتر بحلول عام 2020، و150 لترا بحلول عام 2030. كما يهدف إلى تغيير السلوك الفردي من خلال زيادة الوعي بمشاكل المياه. بالإضافة إلى ذلك، يقوم البرنامج بترشيد مصادر المياه لحماية الموارد الطبيعية وجميع جوانب الحياة التي تعتمد على المياه.[4] [5]

مع احتياطيات النفط الوفيرة وموارد المياه المتجددة المحدودة، فقد نجحت السعودية في توفير المياه للمملكة بأكملها من خلال الاستثمار في تحلية المياه. ومع ذلك، فيتزايد الطلب على المياه، ومن المتوقع أن يصل الاستهلاك إلى 12,3 مليون متر مكعب في اليوم في عام 2040. إن تحلية المياه مكلفة، وتستهلك الزراعة كمية كبيرة من المياه، ومع تزايد تحديات المياه في السعودية بات من الصعب تجاهلها، ولذا يجب أن تعمل المملكة على توفير حلول إبداعية وتقنيات مبتكرة لإنتاج وتوزيع وإدارة وتنظيم هذا المورد الحيوي.

[1] US-Saudi Business Council, 2021. Water in Saudi Arabia: Desalination, wastewater and privatization.
[2] Chandrasekharam, D, 2018. Water for the millions: Focus Saudi Arabia. Water-Energy Nexus 1(2): 142-144.
[3] Ministry of Environment, Water and Agriculture, 2018. National Water Strategy 2030.
[4] WaterWorld, 2019. Saudi Arabia launches program for a drastic reduction in water use.
[5] Saudi Gazette, 2019. NWC asks public to join hands with ‘Qatrah’ to conserve water.