تعتبر جودة المياه في السعودية مقبولة للشرب فيما يتعلق بالخصائص الكيميائية. ومع ذلك، فقد تم الكشف عن التلوث الجرثومي في عدة مناطق، إذ يمكن أن ينتج هذا عن التسرّب في الشبكة أو بسبب صهاريج التخزين سيئة الصيانة و القديمة.[1]
جودة المياه الجوفية
يؤدي الاستخراج المستمر للمياه الجوفية غير المتجددة إلى تدهور جودة المياه وارتفاع مستويات الملوحة في طبقات المياه الجوفية. فعلى سبيل المثال، تم الكشف عن مستويات عالية من إجمالي المواد الصلبة الذائبة (TDS) في خزانات المياه الجوفية في البياض والوسيع بمتوسط 2,131 ملجم/لتر. [2]
كما تم الإبلاغ عن تركيزات العناصر المشعة (مثل الراديوم) في طبقات المياه الجوفية مثل الساق. وعلاوة على ذلك، قد أدى استخراج المياه الجوفية إلى زيادة تركيز النظائر المشعة في طبقات المياه الجوفية. [3] [4] كما تم الكشف عن مستويات عالية من النترات في المناطق التي تسود فيها الأنشطة الزراعية، [5] فضلاً عن وجود تركيزات عالية من الفلوريد في العديد من المناطق.[6] ويعزى ذلك إلى الاستخدام المكثف للأسمدة والمبيدات والمخلفات الحيوانية.
وقد خلصت دراسة أجريت عام 2015 إلى أن المياه الجوفية في طبقة حائل الجوفية كانت مناسبة للري. ومع ذلك، فلم تكن مناسبة لأغراض الشرب لأن معظم متغيرات جودة المياه تجاوزت الحدود التي حددتها المعايير الإقليمية والدولية. وعلى سبيل المثال، فقد تم الكشف عن تركيز عالٍ من الحديد والرصاص.[7] وفي الآونة الأخيرة، قد أجريت دراسة أخرى لتقييم تلوث المعادن الثقيلة وجودة المياه الجوفية في جنوب المملكة العربية السعودية، إذ كانت القيم القصوى للزرنيخ والمنغنيز والكروم والنيكل والسيلينيوم والزنك أعلى من الحدود المسموح بها لأغراض مياه الشرب. وقد أشارت مؤشرات التلوث إلى أن 20-52% من العينات كانت مناسبة للأغراض الزراعية والمنزلية.[8]
جودة المياه البحرية
يتجاوز الخط الساحلي للمملكة العربية السعودية 3,500 كيلومتر، إذ يمتد أكثر من 2,400 كم منه على طول البحر الأحمر بينما يقع الباقي على الخليج العربي. وعلى طول هذه السواحل، تحدث أنشطة مركزة تتعلق بالنفط والصناعات البتروكيماوية وأنشطة الطاقة وتحلية المياه وغيرها من الجهود الصناعية والتنموية. وتتسبب هذه الأنشطة في تلوث مياه البحر مما يؤثر على البيئة البحرية ورفاهية الإنسان. إن الملوثات الرئيسية هي تصريف مياه الصرف الصحي وأنابيب النفط والمواد الكيميائية، والمياه الحرارية ونقل الرواسب. ويجري فحص هذه الحالة البيئية ودراسة التشريعات البيئية من قبل عدة وزارات. [9]
ويعتبر الخليج العربي من بين أكثر المناطق تضرراً بسبب الأنشطة البشرية. وقد أصبح التلوث بالمعادن الثقيلة في البيئات الساحلية والبحرية يُشكل تهديداً خطيراً لكل من النظم الإيكولوجية البحرية المجهدة بشكل طبيعي والبشر الذين يعتمدون على الموارد البحرية للغذاء والصناعة والترفيه. ويتم إدخال المعادن الثقيلة إلى البيئات الساحلية والبحرية من خلال مصادر وأنشطة مختلفة، بما في ذلك مياه الصرف الصحي والنفايات السائلة الصناعية، وتصريف المحاليل الملحية والتلوث النفطي.[10]
[1] Alqahtani, JM et al., 2015. Drinking water quality and public health in south-western Saudi Arabia: The need for a national monitoring programme. Journal of Family and Community Medicine 22(1): 19-24.
[2] Zaidia, FK et al., 2016. Evaluation of groundwater chemistry and its impact on drinking and irrigation water quality in the eastern part of the Central Arabian graben and trough system, Saudi Arabia. Journal of African Earth Sciences 120: 208-219.
[3] Ministry of Environment, Water and Agriculture, 2018. National Water Strategy 2030.
[4] UN-ESCWA and BGR (United Nations Economic and Social Commission for Western Asia; Bundesanstalt für Geowissenschaften und Rohstoffe), 2013. Inventory of shared water resources in Western Asia. Beirut
[5] Ahmed, I et al., 2015. Hydrogeological vulnerability and pollution risk mapping of the Saq and overlying aquifers using the DRASTIC model and GIS techniques, NW Saudi Arabia. Environ. Earth Sci., 74(2): 1303-1318.
[6] Loni, OA et al., 2015. Evaluation of groundwater quality in an evaporation dominant arid environment; a case study from Al Asyah area in Saudi Arabia. Arab. J. Geosci. 8(8): 6237-6247.
[7] Ibid.
[8] Alfaifi, H et al., 2021. Evaluation of heavy metal contamination and groundwater quality along the Red Sea coast, southern Saudi Arabia. Marine Pollution Bulletin 163, 111975.
[9] Al-Saif, H, 2011. Littoral pollution along the coast of Saudi Arabia. Journal of Environmental Hydrology, Vol. 19, Paper 2.
[10] Naser, H, 2013. Assessment and management of heavy metal pollution in the marine environment of the Arabian Gulf: A review. Marine Pollution Bulletin 72(1): 6-13.