كما أثرت السياسة على تاريخ المياه في فلسطين والمنطقة، فإن المستقبل سيعتمد أيضا على السياسة. وقد بذلت محاولات كثيرة لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على مدى السنوات الـ65 الماضية. وسواء تم حل النزاع أو عندما يتم حل النزاع، فإن مسألة الموارد المائية المشتركة ستكون عنصرا رئيسيا فى القرار. إلى أن يحين الوقت، يمكن للمرء أن يتمنى أن تسود روح التعاون المتبادل وإستمرارية البحث عن حلول مبتكرة للتغلب على التحديات التقنية والإجتماعية والإقتصادية والسياسية لتغطية واحدة من أبسط الإحتياجات لأعداد السكان المتزايدة. ألا وهو، الوصول العادل والمتساوي لكميات كافية من المياه النظيفة، وبأسعار معقولة.
ويواجه قطاع المياه الفلسطيني تحديات ذات طبيعة مختلفة عن التحديات التي تواجهها بقية دول المنطقة. فلسطين هي دولة محتلة والفلسطينيين قد حرموا الوصول إلى مواردهم بما في ذلك المياه الجوفية التي تتدفق تحت أقدامهم. في حين أن حل صراع المياه مع إسرائيل، وإستعادة حقوق المياه، وإنشاء نظام مشترك سليم للإدارة المائيه هم ضرورة لبناء دولة فلسطينية قابلة للحياة وقادرة على حماية مواردها الطبيعية.
ويجب أيضا حل الصراع على حوض نهر الأردن، بحيث يستعاد تدفق النهر وروافده على الأقل استعادة جزئية، ويتوقف تناقص البحر الميت. بإختصار، تحتاج المياه إلى أن يتم إبعادها عن الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني وعدم المساس بها سياسيا، حيث أن التعاون الوثيق بين دول المنطقة يمكن أن يساعد في تأمين احتياجات الأجيال القادمة.
كتابة وتدقيق
- الكاتب: فريق تحرير فاناك المياه
- د. شداد الزميل المراجع: د. شداد عتيلي – وزير المياه الفلسطيني السابق