مياه الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

ما الذي يحمله المستقبل للمياه في فلسطين؟

غزة، فلسطين - المياه في فلسطين
الصورة 1: مجموعة من الأطفال يستمتعون بوقتهم على شاطئ مدينة غزة بفلسطين. المصدر: Ibrahim Faraj, Flickr

توضح المعلومات الواردة في هذا الملف أنه مثلما شكلت السياسة تاريخ المياه في فلسطين، ستشكل السياسة المستقبل أيضاً. وهنا، يكمن التحدي الرئيسي الذي يجب إيجاد حلٍ له في هيمنة إسرائيل على موارد المياه وآليات صنع القرار. وفي حال استمرت نفس الممارسات، فمن غير المرجح أن يتحقق التعاون الإقليمي الفعال في وقتٍ قريب. [1] إن قطاع المياه معرض للخطر بالفعل، لكن لا الوضع السياسي ولا الممارسات الحالية تتغير. يجب أن يدرك الطرفان أنه لا يوجد منتصر في هذه المعركة، وعليهما معالجة هذه المسألة بحكمة واستراتيجية.

قد أحرزت السلطة الفلسطينية تقدماً ملحوظاً في إصلاح قطاع المياه، ولكن ليس بالقدر المطلوب بموجب مرسوم قانون المياه 14/2014. وبالإضافة إلى ذلك، يستمر الهيكل القانوني غير المكتمل، والتجزئة، ونقص التمويل، وتداخل المسؤوليات، وتختلف باختلاف الموقع والجهة الفاعلة. وعليه، فقد أصبح التعاون الداخلي مطلوباً أكثر من أي وقتٍ مضى لتوحيد جميع أصحاب المصلحة وتصميم حلول فعالة.

وبالإضافة إلى ذلك، يواجه قطاع المياه العديد من المشكلات المالية، بما في ذلك انخفاض تمويل المشاريع وانخفاض كفاءة تحصيل الفواتير. في عام 2032، من المتوقع أن يصل الطلب الفلسطيني على المياه إلى 460 مليون متر مكعب، [2] وهذا يسلط الضوء على أهمية تطوير وتحسين البنية التحتية للمياه. ودون إجراءات ملموسة لمعالجة القضايا المالية، فسيكون من الصعب تلبية هذا الطلب.

وبشكلٍ عام، يجب مراعاة التحسينات التالية:

  • 1- ينبغي إعادة هيكلة لجنة المياه المشتركة بطريقة تضمن توازن القوى والتعاون بين الجانبين، حيث سيؤدي ذلك إلى تعزيز الثقة المتبادلة وتشجيع حل المشكلات، وكلاهما ضروري لنجاح لجنة المياه المشتركة. [3]
  • 2- إن جودة المياه في قطاع غزة قضيةٌ تهدد الحياة، وتحلية المياه حلٌ واعد طويل الأجل إذا تم تأمين مصدر مستدام للطاقة. ومع ذلك، في الوقت الراهن، فإنه من الأهمية بمكان تأمين مورد مياه نظيفة يلبي معايير منظمة الصحة العالمية.
  • 3- بناء القدرات: منذ عام 1996، قد تم استخدام معظم الأموال الخارجية المخصصة للسلطة الفلسطينية لتحسين معرفة وخبرة الممارسين في قطاع المياه. ومع ذلك، فهناك حاجة إلى نهج أكثر منهجية لبناء القدرات لمعالجة مختلف مجالات الخبرة المطلوبة في السياق الفلسطيني، مثل إدارة المياه، ودبلوماسية المياه، وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي، واستشعار المياه عن بعد… إلخ.
  • 4- قد كانت هناك محاولات قليلة من قبل رواد الأعمال لإيجاد حلول جديدة لقضايا المياه مثل الفاقد المائي وإعادة استخدام المياه الرمادية. ويجب تمكين هذه المبادرات ودمجها في استراتيجية المياه.
  • 5- إن تأثير تغير المناخ واضحٌ بالفعل، لكن إجراءات التكيف في فلسطين ليست كذلك، إذ يحتاج هذا إلى معالجة.