Water of the Middle East and North Africa

جودة المياه في ليبيا

صحراء ليبيا جودة المياه في ليبيا
الصورة 1: واحة ام المعن، صحراء ليبيا. المصدر: (Markus Stöcklin, Flickr)

في دولة قاحلة إلى حدٍ كبير مثل ليبيا، تعتبر المياه النظيفة ذات قيمة بشكل أكبر لتلبية الاحتياجات البشرية والإنتاج الزراعي. قد أدى التلوث الناتج عن تسرب مياه البحر والحفر لاستخراج النفط إلى وضع جودة المياه تحت الضغط وخفض الإمداد القابل للاستخدام. وبالتالي، تعتبر جودة المياه قضية حرجة.

جودة المياه السطحية

كما ذكر في القسم السابق، فإن موارد المياه السطحية في ليبيا – من الينابيع أو التي يتم جمعها في خزانات السدود – مقيدة للغاية وتساهم بأقل من 3% من إجمالي موارد المياه المستخدمة. معظم الينابيع ذات نوعية مياه جيدة،[1] ومع ذلك، يوجد بعدد قليل منها ملوحة بمستوياتٍ تجعلها غير مناسبة للشرب. وهذه هي ينابيع بنغازي وطبرق في الجبل الأخضر، وتاورغاء، ووادي كعام، والجفارة، ونفوسة/ الحمادة.

جودة المياه الجوفية

تختلف جودة المياه الجوفية، ممثلةً بإجمالي المواد الصلبة الذائبة، من حوض لآخر . البيانات المقدمة هي المعلومات الوحيدة المتوفرة، حيث لا يتم إجراء رصد دوري في جميع أنحاء ليبيا.

حوض مرزق: إن طبقات المياه الجوفية الضحلة، والذي يتم استغلال مياهها عادةً بواسطة الآبار المحفورة يدوياً، تتراوح ملوحتها (المواد الصلبة الذائبة) بين 1000 إلى 4000 ملليغرام لكل لتر (ملغم/ لتر)، والتي قد تزيد إلى أكثر من 5000 ملغم/ لتر في محيط السبخات. تحتوي طبقات المياه الجوفية العميقة، والتي يتم استغلالها بواسطة الآبار المحفورة، على محتوى قليل جداً من الملح يتراوح من 100 إلى 200 ملغم/ لتر.[2] يمثل هذا الوضع خطراً كبيراً يتمثل في اختلاط المياه من طبقات المياه الجوفية الضحلة مع تلك الموجودة في طبقات المياه الجوفية العميقة بسبب التسرب الرأسي للأسفل . [3] [4]

سهل الجفارة

الطبقة الرباعية- البليوسينية- الميوسينية: جودة المياه من هذه الخزانات جيدة، حيث تبلغ نسبة المواد الصلبة الذائبة أقل من 1000 ملغم/لتر. تتأثر المناطق الواقعة على طول الساحل بين صبراتة والزاوية ومحيط طرابلس المباشر بتسرب مياه البحر، مما يؤدي إلى زيادة ملوحة المياه الجوفية بأكثر من 5000 ملغم/ لتر. [5]

الخزان الجوفي الرملي أبو شيبة: إجمالي المواد الصلبة الذائبة في هذه الخزانات جيد عادةً، ويتراوح ما بين 1000 إلى 2000 ملغم/ لتر. [6]

تكوين العزيزية: بشكلٍ عام، جودة المياه متوسطة إلى سيئة، حيث تتراوح المواد الصلبة الذائبة ما بين 2000 إلى 4000 ملغم/ لتر.[7]

الكُفرة والسرير: تتمثل جودة المياه في هذه الأحواض في المياه المستخرجة من آبار الكفرة. جودة المياه ممتازة، حيث تتراوح المواد الصلبة الذائبة من 150 إلى 250 ملغم/ لتر. قد تكون نسب الملوحة في طبقات المياه الجوفية الضحلة أعلى بسبب التبخر الحاصل في السبخات.[8] ينتج الحجر الرملي الميزوزوي نوعية جيدة من المياه، بنسب مواد صلبة ذائبة أقل من 500 ملغم/ لتر، باستثناء الجزء العلوي من الخزان الجوفي في المناطق التي يكون فيها مستوى المياه قريباً من السطح. تشير آبار النفط المحفورة في طبقات المياه الجوفية من العصر الباليوزي إلى أن هذه المياه عذبة، بنسب مواد صلبة ذائبة أقل من 1000 ملغم/ لتر. [9]

الجبل الأخضر: تتراوح جودة المياه الجوفية في جميع أنحاء هذه المنطقة عادة ما بين 450 إلى 3000 ملغم/ لتر من المواد الصلبة الذائبة. تظهر بعض طبقات المياه الجوفية في الحوض اختلافات في الجودة حتى في نفس طبقة المياه الجوفية بسبب تعقيد نظام الترسيب البحري الكربوني. يعتبر كبريتيد الهيدروجين شائعاً في بعض الأماكن بينما يحتوي البعض الآخر على تركيزات عالية لعسر الماء. تعاني المنطقة الساحلية الشمالية من الحوض من تسرب مياه البحر نتيجة لزيادة استغلال المياه الجوفية. لهذا السبب، ترتفع ملوحة الخزان الجوفي الساحلي. [10]

أشارت دراسة حديثة إلى أن طبقات المياه الجوفية العميقة في وسط ليبيا تحتوي على مياه كبريتية ساخنة (42-80 درجة مئوية) مع بعض المعادن (المغنيسيوم والحديد).[11] وخلصت الدراسة إلى أن هذا النوع من المياه يمكن استخدامه لأغراض علاجية وفقاً لمعايير المواصفات الصحية الأمريكية.

شبكة الصرف الصحي ومياه الصرف الصحي المعالجة

قدرت مصلحة الإحصاء والتعداد في ليبيا نسبة عدد سكان المناطق الحضرية والريفية الذين تتوفر لديهم شبكات الصرف الصحي بـ45%، في حين يتم خدمة 54% بواسطة مستودعات الصرف الصحي في الموقع. تم تجهيز شبكات الصرف الصحي بأكثر من 6000 كيلومتر من خطوط أنابيب نقل/ جمع مياه الصرف الصحي.[12] منذ عام 1971، تم بناء أكثر من 70 محطة معالجة، وأرقام أخرى إما قيد التعاقد أو تحت الإنشاء لخدمة أكثر من 400 منطقة حضرية وشبه حضرية. في الوقت الحاضر، تعمل 19 محطة فقط إلى حدٍ مقبول، وتنتج 200,000 متر مكعب في اليوم. تم تصميم محطات معالجة مياه الصرف الصحي لإنتاج التدفقات المناسبة للري الزراعي، باستخدام تقنية معالجة الحمأة المنشطة المعدلة في المدن الكبيرة، في حين يتم استخدام برك الأكسدة في الموقع في المناطق الريفية أو المواقع البعيدة.[13]

تحسن الوصول إلى المرافق الصحية بشكلٍ أفضل في جميع أنحاء ليبيا تدريجياً في العقود الأخيرة. ووفقاً لتقرير المجلس العربي للمياه/ مركز البيئة والتنمية للمنطقة العربية وأوروبا (AWC/CEDARE)، فقد ارتفع الوصول إلى الصرف الصحي الآمن من 85% في عام 1990 إلى 97% في عام 2005.[14]

يتم تمويل بناء وتشغيل وصيانة شبكات الصرف الصحي حالياً من خلال الأموال العامة فقط، على الرغم من أن من المأمول أن يؤدي السماح بمشاركة القطاع الخاص في تنظيم القطاع إلى تغيير ذلك. [15]

المخاطر البيئية والصحية

يحصل تلوث البيئة من مصادر مختلفة، وهي تسرب مياه البحر إلى الخزان الجوفي الساحلي، وتصريف المحلول الملحي من محطات تحلية المياه، ومن مواقع مطامر البلدية غير المبطنة، والتصريف المباشر لمياه الصرف الصحي في الوديان، وإلقاء النفايات الصناعية دون ضوابط. [16] ومع ذلك، يعتبر تسرب مياه البحر نتيجة الإفراط في استخراج المياه الجوفية أخطر ملوثات المياه الجوفية. تظهر الخريطة (1) أن المنطقة الانتقالية ما بين المياه المالحة والمياه العذبة تقدمت نحو الداخل ما بين 5-10 كيلومترات في منطقة طرابلس في الفترة 1957-1995 نتيجة لانخفاض منسوب المياه الجوفية، مصحوباً بزيادة الملوحة حتى 18000 ملغم/ لتر في عام 1995. [17] [18]

Seawater Libya جودة المياه في ليبيا
الخريطة (1): خريطة تُظهر تقدم تسرّب مياه البحر في طبقة المياه الجوفية الساحلية في طرابلس (1957-1995). [19] @Fanackwater

يشار في التقارير إن محطات التحلية، سواء كانت عامة أو خاصة، تقوم بإفراغ المحلول الملحي في التربة أو مباشرة في الآبار أو شبكة الصرف الصحي أو البحر. تأثير محطات معالجة مياه الصرف الصحي أفضل قليلاً، حيث يُزعم أنها تعمل على تصريف مياه الصرف الصحي غير المعالجة في الأودية والمناطق المنخفضة، بينما تقوم بعض المحطات بتصريف المياه مباشرةً في البحر. [20]

تم تسجيل تركيزات عالية من النترات في طبقات المياه الجوفية الضحلة للمشاريع الزراعية في جنوب ليبيا وكذلك في طبقات المياه الجوفية في المناطق المكتظة بالسكان.[21] ومع ذلك، لا يزال التلوث الناجم عن الأنشطة الزراعية الشاملة نادراً.

[1] CEDARE, 2014.Libya Water Sector M&E Rapid Assessment Report. Monitoring and Evaluation for Water in North Africa (MEWINA) project, Water Resources Management Program, CEDARE.
[2] Pallas P, 1980. Water resources of the Great Socialist People’s Libyan Arab Jamahiriya. The Geology of Libya, Second Symposium, Volume 2.
[3] Ibid.
[4] ARC-ICARDA, 2008. Partnership Between the Libyan Agricultural Research Center (ARC) and the International Center for Agricultural Research in the Dry Areas (ICARDA).
[5] Pallas P, 1980. Water resources of the Great Socialist People’s Libyan Arab Jamahiriya. The Geology of Libya, Second Symposium, Volume 2.
[6] Ibid.
[7] Ibid.
[8] ARC-ICARDA, 2008. Partnership Between the Libyan Agricultural Research Center (ARC) and the International Center for Agricultural Research in the Dry Areas (ICARDA).
[9] Pallas P, 1980. Water resources of the Great Socialist People’s Libyan Arab Jamahiriya. The Geology of Libya, Second Symposium, Volume 2.
[10] ARC-ICARDA, 2008. Partnership Between the Libyan Agricultural Research Center (ARC) and the International Center for Agricultural Research in the Dry Areas (ICARDA).
[11] El-Kabir A, 2019.Study of curing sulphuric water in the central part of Libya and its prospective future using GIS system. Libyan Authority of Natural Science Research and Technology unpublished report.
[12] CEDARE, 2014.Libya Water Sector M&E Rapid Assessment Report. Monitoring and Evaluation for Water in North Africa (MEWINA) project, Water Resources Management Program, CEDARE.
[13] Ibid.
[14] Ibid.
[15] Ibid.
[16] General Water Authority , 2014 , Water and Energy for Life in Libya (WELL) , Project funded by the European Commission No. 295143, FP7, Libya.
[17] Sadeg, Saleh, 1996. Numerical Simulation of Saltwater Intrusion in Tripoli, Libya. PhD thesis, Middle East Technical University, Ankara, Turkey.
[18] University Engineering Consulting Office, 2002.Study of the Seawater Intrusion in North West Libya. General Water Authority, unpublished report, volume II.
[19] CEDARE, 2014.Libya Water Sector M&E Rapid Assessment Report. Monitoring and Evaluation for Water in North Africa (MEWINA) project, Water Resources Management Program, CEDARE.
[20] General Water Authority , 2014 , Water and Energy for Life in Libya (WELL) , Project funded by the European Commission No. 295143, FP7, Libya.
[21] Ibid.