مياه الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

التحديات

The overexploitation of water resources in Israel affects flow in rivers such as the Jordan. Photo: Mark Wilson.كانت ولا تزال إسرائيل تواجه تحديات فيما يتعلق بقطاع المياه منذ تأسيس الدولة. وقد ساعدت السياسات، والابتكار، والإدارة البلاد في معالجة، وفي بعض الحالات، التغلب على بعض هذه التحديات. واليوم، تعتبر أهم التحديات التي تتعلق بالمياه، عدم كفاءة استخدام المياه، وتزايد الطلب والتحضر، وتغير المناخ. بالإضافة إلى ذلك، هناك الجوانب السياسية لإدارة المياه بين اسرائيل وجيرانها والتي لا تزال بحاجة إلى المعالجة، وتحديداً تلك التي بين اسرائيل وفلسطين.

عدم كفاءة استخدام المياه

يعتبر فرط الاستغلال الشائع لموارد المياه الطبيعية مشكلة  طويلة الأمد في اسرئيل، اللأمر الذي يهدد الأمن المائي ويؤثر على كل من السكان والبيئة. كما أنّ الاستهلاك المفرط للمياه الجوفية يسبب استنزاف خزانات المياه الجوفية، الذي أدى بدوره إلى زيادة تكاليف الضخ بسبب انخفاض مستوى المياه الجوفية وجفاف الينابيع والآبار الضحلة. تسبب هذا أيضاً في ارتفاع مستويات الملوحة في الحوض الجوفي الساحلي بسبب تسرب مياه البحر إلى المياه الجوفية.

يواجه الحوض الساحلي ضرراً لا يمكن عكسه بعد سنواتٍ من الإفراط في ضخ المياه. عندما يتعرض خزان الحوض الجوفي الذي يقع بجانب حوض من المياه المالحة للإفراط في الضخ، يمكن للمياه المالحة أن تتسرب إلى المياه الجوفية. فقد تضرر الحوض الساحلي اليوم بسبب تسرب المياه المالحة من البحر الأبيض المتوسط، والتلوث الناجم عن مياه الصرف الصحي غير المعالجة أو المعالجة جزئياً، وبخاصة من قطاع غزة. ترتفع تكلفة معالجة المياه ذات النوعية الرديئة عند المعالجة ويمكن أن تشكل خطراً على صحة المستهلك. وما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من التلوث ومنع الإفراط في ضخ المياه، فإن المياه الجوفية الساحلية ستتعرض لأضرار لا يمكن عكسها وتصبح غير صالحة للاستعمال. وهذا هو الحال على وجه الخصوص في قطاع غزة، حيث يتعرض الحوض الجوفي الساحلي للضخ الجائر. كما أن استمرار الصراع بين حماس واسرائيل، يزيد من صعوبة حل هذه القضية على وجه الخصوص.

التعامل مع الطلب المتزايد والتحضر

كما نوقش سابقاً، فمن المتوقع أن يرتفع الطلب على المياه في المستقبل. وتتمثل الطريقة الرئيسية لإسرائيل للتعامل مع هذا الطلب بتطوير مصادر بديلة للمياه، بما في ذلك تحلية المياه وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي. بالإضافة إلى ذلك، وضعت سلطة المياه خططاً لتطوير شبكة المياه من أجل تسهيل زيادة الاعتماد على المياه المحلاة، لمواصلة تلبية احتياجات المدن النامية وتزويد المناطق التي قد تواجه نقصاً في المياه.

تغير المناخ

هناك إتفاق، على نطاقٍ واسع، أنّ متوسط درجات الحرارة في اسرائيل قد ارتفع، فضلاً عن انخفاض الهطول المطري على مدى العقد الماضي، وبخاصة في فصل الصيف[1]. وعلى مدى السنوات الـ50 المقبلة، من المتوقع أن تستمر هذه الاتجاهات، بالإضافة إلى زيادة الموجات الحارة، وزيادة خطر حرائق الغابات والأحداث المناخية المتطرفة مثل الفضايات والجفاف، والتي ستؤثر بشدة على قطاع المياه في اسرائيل[2]. ومن المهم الإشارة إلى أنّ هذه النتائج متوقعة، إلا أن آثار تغير المناخ غير مفهومة بشكلٍ تام. ولذلك، تواصل اسرائيل نهج استراتيجيات “لا تورث الندم،” وهذا يعني أن جميع التدابير المتخذة للتحضير لتغير المناخ سيكون لها نتائج إيجابية سواء تغير المناخ أم لم يتغير.

Demand for water in Israel is set to increase with population growth. Photo: Ville Miettinen.
تم تعيين الطلب على المياه في إسرائيل لزيادة النمو السكاني. صور: فيل ميتنن.


[1] Givati, A. Climate Trends in Israel and Effects on Water Resources.
[2] Israeli Climate Change Information Center, 2014. Adaptation to Climate Change in Israel.