الصورة 1: المشاركون خلال زيارتهم لEESC في بروكسل، بلجيكا (المصدر: KAS).
المساهمون
الكاتب: ولاء الشيخ عبد الله، فريق التحرير Fanack المياه.
المراجع: يوهانس هوغل، باحث مشارك ، حوار سياسة التنمية المتعددة الجنسيات ، Konrad-Adenauer-Stiftung.
تتميز منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بارتفاع معدل النمو السكاني وتدهور النظم الإيكولوجية الطبيعية الهشة. وهي أيضاً واحدة من أكثر مناطق العالم ندرة في المياه، ويشكل نقص المياه بالفعل مشكلة في العديد من البلدان بسبب تأثير تغير المناخ. [1] وقد أحدثت التغيرات الأخيرة في أنماط المناخ، مثل فترات الجفاف الطويلة ودرجات الحرارة المسجلة وزيادة عدم انتظام الهطول و شدة وتوزيع الأمطار ، تأثيراً سلبياً على النظم الإيكولوجية الطبيعية والنظم الزراعية، مما أدى إلى تدهور الأراضي والتصحر وزيادة الضغط على تحديات الموارد الحالية.أضف إلى ذلك كله، أثر الوضع السياسي السلبي في العديد من بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على الموارد الطبيعية مثل الأراضي والمياه. [2] علاوة على ذلك، فإن التعاون الوطني والإقليمي محدود جدا في المنطقة وكما يوجد العديد من الصعوبات في صنع القرار،كل هذا يؤدي إلى تفاقم المشاكل المذكورة سابقاً. ومع ذلك، فإن التحديات البيئية توفر فرصاً لتحسين صنع السياسات وتوثيق التعاون على الصعيدين الإقليمي والوطني.
هذا المقال يقدم ملخص حول برنامج حوار مدته خمسة أيام من الاجتماعات والعروضات والنقاشات والزيارات الميدانية بعنوان: “ابتكارات في إدارة المياه والنفايات الصلبة : نماذج للنقل إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا” ، والتي جرت في الفترة من 25 إلى 29 مارس 2018 في كولونيا في ألمانيا، وبروكسل في بلجيكا. وقد تم تنظيم هذا الحدث وتمويله من خلال حوار سياسة التنمية المتعددة الجنسيات [3] في Konrad-Adenauer-Stiftung (KAS) في بروكسل ، إلى جانب برنامج KAS الإقليمي لأمن الطاقة وتغير المناخ (REMENA) بالمغرب. [4] كما وجمع الحوار وفداً من الأكاديميين الشباب والباحثين وخبراء القطاع العام و أصحاب المشاريع الناشئة في مجالات الحفاظ على المياه وإدارة النفايات الصلبة من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والمسؤولين الرئيسيين من المؤسسات الأوروبية للتركيز على الوضع الحالي لإدارة المياه والنفايات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وإدخال النهج الأوروبي في هذا المجال.
وبما أن مهمة Fanack Water تتمثل في توفير معلومات دقيقة وسهلة الوصول عن حالة الموارد المائية والقضايا الأخرى المتعلقة بالمياه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، فقد كانت Fanack Water حاضرة خلال البرنامج لمعالجة القضايا الرئيسية المتعلقة بالمياه في المنطقة.
KAS هي أكبر مؤسسة سياسية ألمانية[5]، مرتبطة مع الاتحاد الديمقراطي المسيحي الألماني (CDU)، وتعزز الحرية والعدالة والتضامن. من خلال برامجها الإقليمية بشأن تغير المناخ وأمن الطاقة في آسيا، و أمريكا اللاتينية، وشمال أفريقيا، و جنوب الصحراء الإفريقية الكبرى، تعمل KAS كمنصة لتبادل القضايا المتعلقة بالسياسات البيئية والمناخية. تعمل المؤسسة بشكل وثيق مع أصحاب المصلحة الإقليميين والهيئات الحكومية والمجتمع المدني لتقديم المشورة المتعلقة بالسياسات المستدامة بشأن التخفيف من حدة تغير المناخ والتكيف معه وتعزيز هذه السياسات والدعوة لها، فضلاً عن تعزيز تبادل ونقل المعرفة.
بدأ برنامج الحوار حول الابتكارات في إدارة المياه والنفايات الصلبة بجلسة مع الدكتورة داغمار بوفينغ، المحامية المتخصصة في المنح المالية، والتي قدمت فيها لمحة عامة عن خطط التعاون والاستثمار الأوروبي ، مثل Horizon 2020 ، وخطط الاستثمار الخارجي، وبرنامج التعاون حول المياه بين إفريقيا والاتحاد الأوروبي، وسياسة الجوار الأوروبية. كما وركزت خلال الاجنماع على الإعانات العامة والخاصة. “تعمل المنظمات الحكومية معاً ، لكن لا يتم إشراك القطاع الخاص. من المهم الجمع بين شركات القطاع الخاص والأطراف الحكومية” حسب قول د.بوفينغ.
كما أتيحت للمشاركين فرصة التعرف على عمل الرابطة الأوروبية للمياه ، وهي منظمة مستقلة غير حكومية وغير ربحية تهدف إلى تعزيز إدارة دورة المياه الكلية في الدول الأعضاء ، والمساهمة بشكل مباشر فيي السياسات الأوروبية ذات الصلة بالمياه.
خلال الزيارة إلى المركز الألماني لدراسات الطيران (DLR) في مدينة بون في ألمانيا، تعرّف المشاركون على نظام التعليم العالي الألماني، والإطار الاستراتيجي للتعاون مع أفريقيا والشرق الأوسط ، وبرامج التمويل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بما في ذلك مشاريع إدارة المياه والنفايات. كما وتم تسليط الضوء على التعاون الحالي والبرامج المشتركة، مثل الشراكة من أجل البحث والابتكار في منطقة البحر الأبيض المتوسط (PRIMA). من جهتها ، قالت الدكتورة بيرجيت دتجنس، منسقة المشاريع في شمال أفريقيا والشرق الأوسط وتركيا في المركز: “يهدف برنامج (PRIMA) إلى تحقيق ودعم وتشجيع التكامل، من أجل مواجهة التحديات المتنوعة في ندرة المياه والزراعة والأمن الغذائي. يبلغ عدد الدول المتوسطية المشاركة في البرنامج 19 دولة. منها 11 دولة في الاتحاد الأوروبي و 8 دول من خارج الاتحاد الأوروبي “.
لاحقاً تم عمل زيارة إلى Der Grüne Punkt – Duales System Deutschland ، وهي منشأة لإعادة تدوير النفايات الصلبة، تتواجد أيضًا في بون. خلال الزيارة تم إجراء مناقشة شيقة حول عملية الفرز وإعادة التدوير في ألمانيا ومشكلة التلوث البلاستيكي.” المشكلة ليست في الورق أو الزجاج أو المعادن أو النفايات العضوية. جميع هذه المخلفات قابلة للتدوير وإعادة الاستخدام ، كما أن ضررها على البيئة قابل للتخفيف”حسب قول هيلموت شميتز ، مدير الاتصالات والشؤون العامة في المركز. كما أضاف قائلاً “المشكلة الحقيقية هي البلاستيك، بسبب كميات الإنتاج والاستهلاك الضخمة ، وصعوبات التجميع والتعقيدات في عملية إعادة التدوير. يُستخدم 40 في المائة من إنتاج البلاستيك لأغراض التعبئة. وقد تم نقل معظم مصانع إنتاج البلاستيك الجديدة إلى الشرق الأوسط بسبب توافر الغاز الطبيعي وانخفاض أسعار الكهرباء.”
هذا وقد عُقِد الجزء الثاني من برنامج الحوار في بروكسل، حيث أجريت عدة اجتماعات مع خبراء من الإدارة العامة للمفوضية الأوروبية للمفاوضات في الجوار والتوسع والمديرية العامة للتعاون الدولي والتنمية. تضمنت هذه اللقاءات مناقشة تفاعلية حول حالة المياه والبيئة في الاتحاد الأوروبي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بالإضافة إلى موضوعات تتضمن التعاون في مجال المياه العابرة للحدود. عقد اجتماع آخر مع خبراء من اللجنة الاقتصادية والاجتماعية الأوروبية (EESC) حيثُ تمّ عرض عمل اللجنة الاقتصادية والاجتماعية الأوروبية بشكل عام وعمل اللجنة الاقتصادية والاجتماعية الأوروبية في منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص.
الصورة 2: المشاركون خلال جلسة المائدة المستديرة في مكتب KAS الأوروبي في بروكسل (المصدر: KAS).
كما تضمن البرنامج جلسة مائدة مستديرة تفاعلية بعنوان “النهج الجديد لإدارة النفايات في منطقة الاتحاد الأوروبي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا” ، حيث اجتمع الخبراء والشركات الناشئة لتبادل الأفكار والخبرات. وركزت المائدة المستديرة على إعادة استخدام ومعالجة النفايات الصلبة على نحو مستدام. وكما قدم المشاركون من أصحاب الشركات الناشئة نتائج العمل والبحث.
و كما أضافت الزيارات الميدانية في البرنامج إلى محطة حرق النفايات في كولونيا في ألمانيا وإلى محطة معالجة مياه الصرف الصحي في لييج الواقعة في بلجيكا، الكثير من المعرفة والخبرة العملية إلى البرنامج .
اختتمت هذه الفعالية برؤى حول عمل Bundesverband der Energie- und Wasserwirtschaft (BDEW) ، وجمعية المقاطعات الألمانية ، والجمعية الألمانية للمرافق المحلية.
في نهاية البرنامج ، أشاد المشاركون بالمعرفة القيمة المكتسبة وتبادل الخبرات، وغادروا برنامج الحوار آملين في المشاركة في حل جزء من التحديات في بلدانهم الأصلية. كما و ستبقى KAS على اتصال مع المشاركين لقياس أثر برنامج الحوار.