مياه الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

مؤتمر الأمم المتحدة للمياه 2023: الطريق لقضايا المياه ضمن العمل المناخي في مؤتمر الأطراف 28

مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري - مؤتمر الأمم المتحدة للمياه 2023
الصورة 1: مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة في دولة الإمارات العربية المتحدة، تخاطب مؤتمر الأمم المتحدة حول استعراض منتصف المدة الشامل لتنفيذ أهداف العقد الدولي للعمل "المياه من أجل التنمية المستدامة"، 2018-2028. المصدر: UN Photo/Rick Bajornas.

الكاتب: مات لونا / فَنَك للمياه

استطلع مؤتمر الأمم المتحدة للمياه لعام 2023، الذي عُقد في الفترة ما بين 22 إلى 24 مارس في مكاتب الأمم المتحدة في نيويورك، الاتفاقات الخاصة بتعزيز الدور الذي تلعبه المياه عبر القطاعات بتفاؤلٍ يشوبه الحذر. وعلى الرغم من أن مستقبل تحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة بتوفير المياه والصرف الصحي (SDG6) للجميع ما زال يكتنفه عدم اليقين، إلا أن هذه الأيام الثلاث من التعاون العالمي شكلت جهوداً مرحباً بها. تبرز أهمية هذا المؤتمر بالتحديد لكون مؤتمر الأمم المتحدة الأخير للمياه قد عُقد في عام 1977، أي قبل سنواتٍ من انعكاس آثار تغير المناخ على المياه كما هو الحال اليوم.

وفي الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف، تناولت الأمم المتحدة ودول العالم تغير المناخ، حيث انصب التركيز بالمجمل على التخفيف من ارتفاع درجات الحرارة. أما فيما يتعلق بالتكيّف مع التغيرات المناخية، الذي يشمل المياه في كل جانب تقريباً، فقد ازدادت أهميته في مناقشات مؤتمر الأطراف في السنوات الأخيرة، حيث خُصص في آخر دورتين لمؤتمر الأطراف، في كلٍ من شرم الشيخ وغلاسكو، جناحٌ خاصٌ تشاركي في المنطقة الزرقاء لمناقشة محاور مرتبطة بالمياه للمندوبين ومجموعة متنوعة من الحضور من المنظمات غير الحكومية والمؤسسات، مما يشير إلى مستوى الاهتمام بالقضية. علاوةً على ذلك، خصص أول يوم من الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف العام الماضي بالكامل تقريباً للمياه (قضايا النوع الاجتماعي والمياه).

وزيرة التغير المناخي والبيئة في دولة الإمارات العربية
الصورة 2: فَنَك للمياه تلتقي مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة في دولة الإمارات العربية المتحدة، في دولة الإمارات العربية المتحدة العام الماضي. المصدر: Reinier Hietink / Fanack Water

ومع تضاعف تحديات ندرة المياه وإدارتها، لا سيما في الشرق الأوسط ومساحات شاسعة من إفريقيا، يبرز زخم متزايد لمنح الأولوية للمياه في العمل المناخي. وعلى هامش المؤتمر، عُقدت جلسةٌ بعنوان “من مؤتمر الأمم المتحدة للمياه نحو مؤتمر الأطراف Cop 28: تسريع العمل في مجال المياه والمناخ” في اليوم الثاني من المؤتمر، إذ أوصى أصحاب المصلحة من أرجاء العالم باتخاذ إجراءات لتناول العلاقة ما بين المياه والمناخ، حيث استضافت الجلسة مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة في دولة الإمارات العربية المتحدة، الدولة المُستضيفة للدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف هذا العام. وأوضحت المهيري أن مجموعة واسعة من القطاعات تعاني من قضايا المياه الملحة، بدءاً من ندرة المياه وصولاً إلى الأحوال الجوية القاسية، بيد أن هناك فرصاً للعمل على تخفيف الآثار المستقبلية.

شاركت رئاسة مؤتمر الأطراف (Cop 28) في دولة الإمارات العربية المتحدة ومصر وهولندا وطاجيكستان ولجنة الأمم المتحدة المعنية بالموارد المائية والمعهد الدولي للمياه بستوكهولم، في استضافة هذه الجلسة الجانبية رفيعة المستوى حول المياه والدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف، والتي تضمنت مشاركة الشباب ونقل آرائهم. ووفقاً للمديرة التنفيذية لليونيسف، كاثرين راسل، ” يتحمل الأطفال العبء الأكبر من تأثيرات المناخ، ويرتبط تغير المناخ ارتباطاً وثيقاً بانعدام الأمن المائي والكوارث البيئية.” كما ردد ممثل برنامج WASH (برنامج المياه والصرف الصحي والنظافة العامة) العبارة الشائعة،” إذا كان تغير المناخ هو سمك القرش، فالماء هو أسنانه،” في دعوةٍ إلى الالتزام والمساءلة بشأن المياه في سياسات المناخ، مع الإشارة إلى أنه ينبغي أن يكون لكل متضرر رأيٌ في التخطيط المستقبلي.

فقد سعى ما يقرب من 7000 مشاركٍ في الفعاليات الجانبية التي أقيمت على هامش مؤتمر المياه إلى الاتفاق على موضوعات شاملة مثل كيفية تنفيذ إدارة أفضل للموارد المائية المحلية وفقاً لاستراتيجية عالمية قائمة على البيانات، حيث اقترحت المداولات في غرف اجتماعات الأمم المتحدة، المزدحمة غالباً، الالتزام بالسياسات الاقتصادية والتنظيمية التي من شأنها أن تسهم في وضع خطط وطنية للتكيّف والصمود وتخفيف الآثار.

داني ماكوين- مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمياه
الصورة 3: داني ماكوين، كبير المستشارين، المبعوث الخاص لدولة الإمارات العربية المتحدة المعني بتغير المناخ، متحدثًا في الدورة 28 لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمياه. المصدر: Matt Luna / Fanack Water

منح مؤتمر الأمم المتحدة للمياه لعام 2023، الذي نظمته هولندا وطاجيكستان، مساحة للقطاعات للتعاون في إرساء استراتيجية لمقتضيات جديدة حول موارد المياه والأمن المائي. وستكشف الأشهر المقبلة، والتي تسبق الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف، عما إذا كانت هذه الفرصة تشكل بالفعل نقطة انطلاق. من جهته، حث دان ماكوين – مدير وشريك البرنامج في Cop 28، ومبعوث دولة الإمارات العربية لقمة المناخ الثامنة والعشرين، جميع المشاركين في قمة المناخ، وليس المندوبين فقط، على “طرح حلول لأزمة المياه على طاولة المناقشات، مما سيمكن الإمارات العربية المتحدة من تسليط الضوء عليها على نحوٍ أفضل في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين.”

user placeholder
written by
Mohammed Abdullatif
المزيد Mohammed Abdullatif articles