مياه الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

الموارد المائية في الإمارات العربية المتحدة

Jebel Ali Desalination Plant
Photo 1: Jebel Ali Desalination Plant, Dubai, UAE (Source: Georgeekman, Flickr).

الصورة (1): محطة تحلية جبل أبو علي، دبي، دولة الإمارات العربية المتحدة (المصدر: Georgeekman, Flickr).

يمكن تصنيف الموارد المائية في الإمارات العربية المتحدة إلى فئتين رئيسيتين: الموارد التقليدية، مثل المياه السطحية (بما في ذلك أنظمة مياه الأفلاج، والينابيع والسدود) والمياه الجوفية (طبقات المياه الجوفية الضحلة والعميقة)، والموارد غير التقليدية، مثل المياه المحلاة، ومياه الصرف الصحي المعالجة، والاستمطار الصناعي.

المياه السطحية

المياه السطحية ضئيلة وتشتمل على مياه الفيضانات، والمياه المخزنة في السدود، وبعض الجداول الصغيرة جداً، والبرك ومياه الينابيع. وهذه المياه إما محصورة أو تتدفق عند وجود منحدرات أرضية ويتم تجديدها إما من الهطول المطري أو المياه الجوفية.
ونظراً لموقع الإمارات العربية المتحدة في منطقة الحزام الجاف، فإن هطول الأمطار محدود كما تتسرب مياه الفيضانات إلى داخل الأرض، لاسيما في المناطق الرسوبية. وبالتالي، فمن الضروري بناء السدود لحصاد مياه الأمطار وتخزين المياه السطحية خلفها للمساعدة في إعادة تغذية طبقات المياه الجوفية، بالرغم من فقدان غالبيتها بسبب ارتفاع معدلات التبخر. ويتراوح متوسط التدفق السنوي للمياه السطحية عبر الوديان من 23 مليون متر مكعب إلى 138 مليون متر مكعب.[1]

المياه الجوفية

تعتبر المياه الجوفية مورد المياه الطبيعي الرئيسي. وإن إجمالي حجم المياه الجوفية ضخم جداً إذ يبلغ حوالي 640 مليار متر مكعب، إلا أن 3% منها فقط (حوالي 20 مليار متر مكعب) مياه عذبة.

تعتبر المياه الجوفية، في البيئة الجافة للإمارت العربية المتحدة، مورداً هاماً وثميناً لإمدادات المياه البلدية والقروية، وحماية البيئة، والتنمية الاجتماعية والاقتصادية. ومع ذلك، فإن غالبية المياه الجوفية المستخدمة في الإمارات العربية المتحدة قليلة الملوحة. ويمكن تقسيم موارد المياه الجوفية إلى موارد متجددة (طبقات المياه الجوفية الضحلة) والموارد غير المتجددة (طبقات المياه الجوفية العميقة).

توجد موارد المياه الجوفية في طبقات المياه الجوفية الواقعة في منطقة الباجادا (بقايا التجوية)، في الجزء الشرقي من البلاد. وتتألف الطبقات الحاملة للمياه من رواسب مروحية غرينية على طول قاعدة جبال عُمان ورأس الخيمة التي تمتد على مساحة واسعة. وتتألف الطبقة العليا الحاملة للمياه من الرمال والحصى والطمي، والطبقة الدنيا من الحجر الجيري وصخور الدولوميت والمارل. وتتراوح كثافة كلتا الطبقتين بين 200 و800 متر. وعلاوة على ذلك، تحتوي طبقات الدمام وأم رضمة الجوفية الممتدة إلى مناطق الصحراء الغربية على مياه شديدة الملوحة.

تعتمد إعادة تغذية طبقات المياه الجوفية الضحلة، بشكلٍ أساسي، على نشاط الهطول المطري والجريان السطحي، وبالتالي تتفاوت إلى حدٍ كبيرٍ جداً من عامٍ لآخر. ونظراً لارتفاع معدل التبخر وجريان المياه السطحية في المناطق الجبلية، ينفذ 10-14% فقط من إجمالي هطول الأمطار لإعادة تغذية طبقات المياه الجوفية الضحلة.[2]

وفي السنوات الأخيرة، تحسنت أوضاع طبقات المياه الجوفية نتيجة التدابير التي تم اتخاذها للحد من ضخ المياه الجوفية، إلى مستويات مستدامة. ومع ذلك، فإن الاسترداد الكامل سيستغرق أجيالاً. كما استهل أيضاً التحكم باستخراج المياه الجوفية، بالرغم من الحاجة إلى اتخاذ المزيد من الخطوات لتقليل كميات الضخ إلى مستوياتٍ مستدامة. وبالإضافة إلى ذلك، اعتمدت مجموعة شاملة من التدابير لإدارةٍ مستدامة للمياه الجوفية، سيما وضع برامج صارمة للرصد والتنظيم وحماية أنظمة المياه التقليدية مثل الأفلاج.

يؤدي ارتفاع معدلات التبخر خلال الصيف إلى زيادة تراكم الأملاح في منطقة الجذر. وترشح مياه الري الفائضة بعمقٍ أكبر وتحمل الأملاح المتراكمة إلى طبقة المياه الجوفية، مما يزيد من تفاقم مشكلة تدهور المياه الجوفية.

وتبُين الخريطة (1) نظام المياه الجوفية الرئيسي.

الخريطة (1): نظام المياه الجوفية الرئيسي في الإمارات العربية المتحدة.[3]

موارد المياه غير التقليدية

تحلية المياه

من أجل تلبية المتطلبات النوعية والكمية لمعايير مياه الشرب، تعتمد إمدادات المياه المحلية بشكلٍ أساسي على المياه المحلاة (حوالي 99%)، والتي تستخدم إما بشكلٍ مباشر أو بخلطها مع المياه الجوفية.

تمتلك الإمارات العربية المتحدة، بعد المملكة العربية السعودية، أعلى قدرة إنتاجية على تحلية المياه على مستوى العالم.[4] وتستخدم غالبية محطات التحلية تقنية التوليد المشترك للتقطير الوميضي المتعدد المراحل (MSF)، أو التقطير المتعدد التأثير (MED)، في حين تستخدم محطتين فقط تقنية التناضح العكسي (RO). واعتباراً من عام 2015، هناك 22 محطة تحلية رئيسية للمياه في الإمارات العربية المتحدة الخريطة (2).

قد يكون توافر المياه المحلاة بتكلفة منخفضة نسبياً أيضاً وسيلة جذب لتلبية الطلب على المياه في القطاع الصناعي، ذلك أن الصناعات مستعدة لدفع ثمن المياه بمعدلات أعلى من معدلات الاحتياجات المنزلية والزراعية.

الخريطة (2): محطات تحلية المياه في الإمارات العربية المتحدة.[5]

يمكن أن تلعب الطاقة المتجددة دوراً أساسياً في خفض تكلفة المياه المحلاة. وفي الواقع، فإن الإمارات العربية المتحدة تقدمية جداً فيما يتعلق بالتنمية والابتكار في مجال التكنولوجيا الخضراء. ويعتبر الأمن الغذائي والمائي من القضايا الهامة بالنسبة للبلاد، التي تستورد بالفعل أكثر من 90% من غذائها. وعلاوة على ذلك، تهدف الإمارات العربية المتحدة إلى زيادة إجمالي الطاقة المتجددة بنسبة 24% بحلول عام 2021. ومن المتوقع أن ينمو الطلب على المياه بحوالي 30% بحلول عام 2030، كما تتطلب تحلية مياه البحر طاقة أكثر بعشرة أضعاف عن طاقة إنتاج المياه السطحية.[6]

مياه الصرف الصحي المعالجة

تمثل مياه الصرف الصحي المعالجة واحدة من أهم البدائل لتلبية بعض احتياجات المياه الحالية والتقليل من عدم التوازن في العرض والطلب على المدى الطويل. وبفضل استكمال مرافق معالجة مياه الصرف الصحي وتوسيع شبكات الصرف الصحي في المناطق الحضرية، فقد أصبحت كميات كبيرة من مياه الصرف الصحي المعالجة متاحة. وبسبب الاعتبارات البيئية تتم معالجة مياه الصرف الصحي كلياً أو جزئياً، بغض النظر عن الاستخدام المقصود.

وفي الوقت الحالي، تُشغّل الإمارات العربية المتحدة مرافق معالجة حديثة بقدرات معالجة عصرية ومتقدمة. وتستخدم المياه المعالجة بشكلٍ أساسي لأغراض حضرية، مثل ري الحدائق والمناظر الطبيعية على الطرقات السريعة. وإن البلديات هي المسؤولة عن بناء وإدارة شبكات الصرف الصحي، وإنشاء شبكات لجمع مياه الأمطار وإعادة استخدام مياه الصرف المعالجة. ومع ذلك، يتم تصريف نصف النفايات السائلة المعالجة في الخليج العربي. وإن الأسباب الرئيسية لذلك هي:

● عدم وجود شبكات نقل وتوزيع لتزويد المستعملين النهائيين (بشكلٍ أساسي، الغابات والشركات الخاصة مثل منتجعات الغولف)؛
● انخفاض الطلب بسبب الكساد المالي بين 2008 و2014؛
● العقبات الثقافية، مثل إقناع المزارعين باستخدام المياه المعاد تدويرها.

ويوجد حوالي 79 محطة، متوسطة وكبيرة، لمعالجة مياه الصرف الصحي. وفي عام 2013، بلغت كمية مياه الصرف الصحي المعالجة حوالي 615 مليون متر مكعب، أو حوالي 14% من إجمالي الموارد المائية المستخدمة.[7]

الاستمطار الصناعي

تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة واحدة من الدول الرائدة في مجال تلقيح السحب والاستمطار الصناعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. فقد أنفقت مليونيّ درهم إماراتي (حوالي 550 ألف دولار) على عمليات تلقيح السحب في عام 2015.[8]

وعادة ما يتم تلقيح السحب فوق السلاسل الجبلية الشرقية على الحدود مع عُمان والذي يهدف إلى رفع مستويات المياه الجوفية والخزانات في المنطقة. ومع ذلك، فقد تم أيضاً تنفيذ بعض الاستمطار الصناعي على المدن. وعلى الرغم من أن هذه التقنية قد أثبتت نجاحها في زيادة كمية الهطول، يلزم إجراء تحليل مفصل للتكلفة والفوائد لضمان كونها مصدر مياه قابل للتطبيق مقارنة بخيارات أخرى مثل تحلية المياه أو حتى حملات المحافظة على المياه. ويبين الجدول (1) الموارد المائية لدولة الإمارات العربية المتحدة من عام 2002 والتوقعات حتى عام 2050.

الجدول (1): الموارد المائية التاريخية والمتوقعة.[9]

الموارد المائية (مليون متر مكعب)2002200520102015202020252050
الجريان السطحي150150150150150150150
متوسط تغذية المياه الجوفية125125125125125125125
تحلية المياه7209451,4882,3423,6885,80611,612
المياه المعالجة2272733876157541,0532,106
المجموع1,2221,4932,1503,2324,7177,13413,993

الموارد المائية المشتركة

لا تشترك دولة الإمارات العربية المتحدة بأي مياه سطحية مع دولٍ أخرى وبالتالي لا توجد أي اتفاقات أو معاهدات مائية مع أي دولة أخرى. ومع ذلك، وبما أن دول مجلس التعاون الخليجي، والذي تعتبر الإمارات العربية المتحدة إحداها، تتشارك في طبقات المياه الجوفية، فينبغي على دول مجلس التعاون الخليجي العمل معاً للاستفادة من طبقات المياه الجوفية هذه بطرق أكثر استدامة. وحالياً، لا توجد اتقافات أو معاهدات تضبط هذه الخزانات الجوفية.

[1] Mullah, M. -al, 2011. UAE State of Water Report. Second Arab Water Forum, Cairo, 20-23 November 2011. Available at www.slideshare.net/RuxandraLazarescu/p2-3mohamedal-mullauaestateofwaterreport, accessed 17 January 2017.
[2] ESCWA, 2003. Water scarcity in the Arab world. Population and development report. Beirut, Lebanon.
[3] Nouh, M., 2008. An Overview for the Water Resources of the United Arab Emirates. Proceedings of the 1st Technical Meeting of Muslim Water Researchers Cooperation, December 2008, Malaysia.
[4] WaterWorld, 13 October 2013. ‘Global desalination capacity growing substantially, finds study.’ Available at www.waterworld.com/articles/2013/10/global-desalination-capacity-tops-80-million-cubic-meters-per-day.html, accessed 30 March 2017.
[5] Ministry of Environment and Water, 2015. UAE State of Environment Report.
[6] The Gulf Intelligence, 10 April 2016. ‘Water-Food-Energy Nexus: Key lessons for the UAE?’ Available at www.thegulfintelligence.com/Docs.Viewer/0a2924e2-ed6a-47f6-aeae-affa938a7575/default.aspx, accessed 15 January 2017.
[7] Ministry of Environment and Water, 2015. UAE State of Environment Report.
[8] What’s On, 2016. ‘Dhs2 million spent on cloud seeding in the UAE last year’ Available at http://whatson.ae/dubai/2016/04/cloud-seeding-uae-in-2016/, accessed 22 January 2017.
[9] Adapted from Rizk, A., 2010. Water desalination in UAE: Problems and Solutions. Ajman Science and Technology University, KSA.